شهب ونيازك | كمال كرار يكتب: أنت هبوط ناعم؟

متابعات/ الرائد نت

دعاية الهبوط الناعم تصوره وكأنه مدرسة سياسية عادية، واختلاف في طريقة التعامل مع الوضع الراهن..
وإذا كان الأمر كذلك فمن حق الحرامي أن يدافع عن حرمنته بالقول أنها طريقة للعيش..
عندما انتفض الشعب في سبتمبر ٢٠١٣، وقتل المئات من الشهداء على يد زبانية المخلوع البشير، وتصاعدت الثورة، كان الهبوط الناعم هو خط التسوية مع القتلة، وشارك بعض الهابطين في حوار الوثبة.. أملًا في كرسي وزارة.. أو حتى مقعد معتمد.
وطار هابطون آخرون إلى عواصم أفريقية وغربية، والتقوا مع وفود من الانقاذ لبحث الشراكة مع السلطة، ودخل الاتحاد الأفريقي بخارطة طريق.. تتيح دخول هؤلاء للحكم بشرط التخلي عن شعار إسقاط النظام.. والمشاركة في انتخابات ٢٠٢٠.. فوافقوا وروجوا للهبوط الناعم وتبادلوا البسمات مع أمين حسن عمر.
ولكن ثورة ديسمبر فاجأتهم، وداس الشارع التسويات، فانحنوا للعاصفة ولبدوا للثورة..
ثم جاءت الوثيقة الدستورية، وهي التسوية مع لجنة البشير الأمنية، ودماء شهداء مجزرة القيادة لم تجف.
وتلك التسوية اللعينة واتفاقات تحت الطاولة جمدت التحقيق في المجازر، وعطلت قيام المجلس التشريعي، ومفوضية السلام..
وتركت لزبانية البشير شركاتهم الأمنية والعسكرية وشرعنت مليشياتهم.
ومن تحت التربيزة خططوا لتصفية اللجان المهنية، وتجمع المهنيين ولجان المقاومة.. وكل تكوين ثوري لا بد من تصفيته حتى تصل التسوية لنهاية الشوط..
وكل ما اتفق عليه في إعلان الحرية والتغيير رمي في سلة المهملات..
وشن الهابطون حربًا على المواطن باسم الإصلاح الاقتصادي وطحنوه بالغلاء، وسياستهم الاقتصادية واصلت تمكين شركات المؤتمر الوطني في الاقتصاد..
وتآمر الهابطون على تحالفات المزارعين بحجة الشيوعية، وعطلوا قانون النقابات، وتآمروا لخصخصة الموانئ، والمرافق العامة..
وقالوا سنعبر فعبروا بالشعب إلى جحيم المعاناة.. وإلى مهاوي التبعية.. وتموا الناقصة بصحبة راكب مع إسرائيل.
ولما ثار الشعب على انقلاب البرهان، ولاح انتصار الشعب في الأفق، خرج الهابطون من أوكارهم مرة أخرى ولبسوا البدل والقمصان استعدادا للاستوزار وركوب الطيارات وليس القطار.
أنت هبوط ناعم ؟ إذن أنت بياع الشهداء وستكنس عندما يكنس الانقلاب.
وأي كوز مالو؟

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.