بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: ميثاق المقاومة

متابعات/ الرائد نت

وما أن انتهى الاحتفاء الخاص في قاعة المؤتمر الصحفي الذي شهد توقيع تنسيقيات خرطومية على ميثاق سلطة الشعب ودوت هتافات تمجد الشهداء وتتوعد القتلة والمجرمين بمصيرهم المحتوم حتى حطت طائرة مصرية أرض البلاد، كان أول الحاجين إلى وفدها نفر من قادة الحرية والتغيير، لا نقول (المركزي) لأنهم امتنعوا عن إيداع تلك الكلمة في بياناتهم الرسمية وتصريحاتهم الصحفية دون توضيح الأسباب، التي ربما تكون من ضمن الاستجابة لدعوات التوحد التي اشترطها قادة الانقلاب لتسليم السلطة للمدنيين، أو ربما لارتباطها بالسوق المركزي الذي يعتبر من أكبر الأماكن القذرة في العالم..
وبعيدًا عن مآلات هذا التنازل المفاجئ عن الاسم نغوص في مغذى لقاء الوفد المصري المعروف بانحيازه الكامل للعسكر ومحاربة الدولة المدنية في السودان، حيث أتى الوفد عقب توقيع إعلان لجان مقاومة الخرطوم على ميثاق سلطة الشعب مباشرة، والذي عقدت بعده قوى الحرية والتغيير مؤتمرًا صحفيًا ظن الناس أن مؤتمر قحت سيلازم الميثاق ويجد الثناء على المجهود الذي بذل، وقد قيلت هذه الكلمات بالفعل لكنها لمجهودات اللجنة الثلاثية لفولكر وولد لبات وإسماعيل دود ممثل الايغاد، ترى أي مجهود هذا الذي لا يلامس قضايا الشارع ولا إدانة القتل اليوماتي ببندقية العسكر وكتايب الظل التي يحميها من يتم التفاوض على اعتبارهم شركاء في الثورة، ويحمد لقحت على طريقة شكر أخونا مهدي من لجان المقاومة عندما رد على سؤال عن المؤتمر الشعبي الذي يدعو لإسقاط الانقلاب ليوقع على ميثاق سلطة الشعب فقال نشكر الشعبي على موقفه هذا وبقية القصة معروفة..
فقحت استحقت التهنئة على اشتراطها الانخراط في أعمال اللجنة الثلاثية حتى يتم إطلاق سراح المعتقلين وايقاف القتل وغيرها، مما اعتاد قادتها تكراره في مثل هذه المناسبات، فطالما كل ما تقوله لم ينفذ فلماذا الشكر والثناء وأي مجهودات تلك التي استحقت عليه كل هذا الثناء الذي تستحقه لجان المقاومة وليس اللجنة الثلاثية..
توقيع الميثاق لم يجعل الطائرة المصرية وحدها تحط بأرض البلاد بل حتى الأمريكان أظهروا قرار سلطاتهم العليا المتعلق بعقوبات فردية على قادة انقلاب ٢٥ أكتوبر والغريب في هذا القرار انو طلب تحديد من قاموا بالانقلاب، والأغرب أن الجهة المطلوب منها تحديد الانقلابيين غير معروفة، فمسارعة المصريين بالحضور دون مناسبة تشبه تمامًا موقفهم قبل جريمة فض الاعتصام لكن الفارق يكمن في أن البرهان هو الذي ذهب لمصر، أما ارتباك أمريكا وطلب العقاب الفردي بعد التوقيع كأنما الانقلاب حدث أمس الأول، يدل على فقدان البوصلة وفشل المعمل المدني وسفيرتهم بالخرطوم واللجنة الثلاثية والبعثة الدولية، التي تنال رواتبها من دافع الضرائب في كل البلدان، وظلت تنتظر انحسار التظاهرات لبداية جولات الحوار الذي ولد ميتًا، وواضح أن قليلون جداً أبدوا استعدادهم في مرافقة الجثمان.
دمتم والسلام..

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.