ياسر الفادني يكتب: خُتو الكورة واطة

الخرطوم/ الرائد نت

ما يؤسف حقا ويدعو للقلق المستمر هو الخلاف الذي جُبَل عليه السياسيون في هذه البلاد ، منذ سقوط البشير لم ينجح ساستا ولا حكامنا إلا في الخلاف والاختلاف ، لم يسقط الكيزان إلا بسبب الخلاف الذي اثمر عن خيانة كبرى كنا نعلم بها و(فكاها) صديق يوسف على الهواء مباشرة ! ، لم يضر الفترة الإنتقالية إلا الإختلاف الذي ظل ممسكا في اوصالها وتفرق الذين يقودون هذه البلاد كل يلعن الآخر كما لعن (حاج بانقا) حماره عندما أوقعه وتسبب في كسر رجله ذات غدوة من حواشته!! ، كانت النتيجة فشلهم وازيحوا من الحكم وفارقوا شريكهم في الحكم فُراق ( الطريفي لي جملوا) !

العداء الذي ظهر وكل يوم يستفحل بين الشرطة والثوار في الشارع هذا يؤلمني أشد ألم ، هذا العداء والتنمر المشترك بين الطرفين لا يوجد إلا في هذه البلاد ، الطرفان يبرران ما يفعلان ، الشرطة تبرر لنفسها أنها تنفذ القانون والواجب والثوار يرون أن خروجهم للشارع أمر يقتضيه التعبير المشروع ، بين أولئك وهؤلاء يحدث الهرج والمرج حينما يلتقون بسيوفهما ويحدث القتل بين الطرفين والاصابات ويحدث الخراب والدمار الذي ظلننا نراه بالعين المجردة في الشوارع وحرق الممتلكات وعمليات الفوضى التي تحدث بعد كل موكب

أعتقد جازما أن هذا سببه الخلاف السياسي في شكل من يحكم الفترة الإنتقالية والتي هي حتى الآن لم تتضح معالمها ولا شكل جسمها ولا طعمها ولا لونها وتشبه العربة التي تجري على (الدقداق) ونحن عليها بدون ( فرامل) واطاراتها تعج ( بالكركاسات) ! ، صرنا نتربع الدرجات العلي في قائمة (جينيس) للتسميات الهادمة والمفردات الغريبة ٤ طويلة و٩ طويلة وملوك الإشتباك وغاضبون إلخ، كلها لا ينال منها الوطن إلا الدمار والرجوع إلى القهقري بسرعة متناهية ، ولم يتضح حتى الآن من المنتصر ومن المهزوم ، غصة ظلت في الحلوق طعمها مر كالعلقم اقوي تاثيرا من شوكة الحوت التي لا ( تنبلع ولا بتفوت)

يجب أن نعترف أننا في ادارة شان البلاد لسنا على قلب واحد ويجب علي الشرطة أن تعترف أنها لا تنجح في أداء واجبها إن لم تسوق معها الجمهور وإن فعلت تختل المعادلة ، ويجب أن يفهم الثوار أن الشرطة جزء أصيل في العملية الأمنية ولا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال وليس من الحكمة والتعقل شيطنتها

هنالك مبادرة يقودها الفريق شرطة عبد الرحمن حسن (حطبة) لردم الهوة وتقريب المسافة وتضييق الشقة بين الشرطة والثوار ، حضرت أول اجتماع لها ، هذه المبادرة التي انبري لها مخلصين ومخلصات من أبناء هذه البلاد بمشاركة عضوية من قيادات الثوار أعجبتني هذه المبادرة لأنها فيها إصلاح لذات البين وفيها حقن للدماء وفيها وقفا للخراب وفيها وقفا للاحتقان

أرجوا من مدير الشرطة أن يرعى هذه المبادرة ويدعمها حتى نراها واقعا وتنهي خطة مفتعلة ومصنوعة لخلق أزمات بين الشرطة وهؤلاء الشريحة المهمة وحكام المستقبل ، على الشرطة أن تمد يدها بيضاء لهذه المبادرة من غير سوء بمبان ولا إطلاق رصاص وعلى الثوار أن ينسوا مرارات الماضي ويرفعوا أيديهم لهذا الوطن حبا من غير نبال يحمولونها فيها وجيوب ممتلئة حجارة ومن غير تترييس وتعطيل حركة الناس ، و(ختوا الكورة واطة وشوتوها ) هدف يفرح هذا الوطن ويثلج صدور قوم متفرجين ونصفق له جميعا .

التعليقات مغلقة.