بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: تصريحات مناوي..
متابعات/الرائد نت
مع خالص مواساتنا لأهالي كرينك الوادعة وإدانتنا لإحداث المنطقة المؤسفة، والتي يتحمل مسؤوليتها الانقلاب الغاشم على الفترة الانتقالية، الذي أفرز قيادة غير جديرة بإدارة إقليم في عظمة دارفور التي يتم إجبار سكانها بشتى السبل للتخلي عن حقوقهم التاريخية والتنازل عن حقهم في الاقتصاص والعودة لقراهم الأصلية والحواكير، وتنصيب سكان جدد يكونوا أكثر مؤامة مع المغتصبين القدامى لأرض السلاطين الطاهرة، هذا المخطط المكشوف بات الآن أكثر اتضاحًا، وفضحًا للقائمين على أمر حكم الإقليم والبلد عمومًا، فمنذ العودة من جوبا بعد اتفاق مشروخ كان أبطاله ذات قادة اللجنة الأمنية لنظام يونيو البغيض، بدأت المؤامرات وتمسك بها قائد الجيش بانقلابه على الفترة الانتقالية بعد قرب انتهاء امدهم، ولكنهم ما دروا أنهم مدوها أشهر معدودة فقط ليس إلا…
مناوي الذي يطلق على نفسه حاكمًا لإقليم دارفور والذي انتهت ولايته حتى بنص الاتفاقية المعيبة نفسها حيث حددت ستة أشهر فقط، أقر مناوي الاستعانة بجيش تشاد من أجل تهدئة الأوضاع في الجنينة وبرر ذلك لتقاعس الجيش السوداني، قالها بكل وضوح كأنه يجيب على سؤال هزلي مثل إجابته لتلفزيون السودان عن أسباب خلطه المتكرر بين أسمي عبدالفتاح البرهان وعبد الفتاح السيسي، وكان لتوه عائد من جولة في مصر عندما رد قائلًا إنه لا يرى مشكلة لأنها كلها اسماء…
مناوي لم يتردد في فك آخره وهو يسعى لإيجاد أي نوع من المقبولية له في هذا الإقليم العظيم دون جدوى، فقرر إطلاق القول على عواهنه دون اكتراث لبقية العقبات..
ورغم أن تصريحاته تلك أتت متزامنة مع تصريحات اكثر إيلامًا من قادة ونواحي الجيش نفسه، على شاكلة تصريحات اللواء منور الذي حدد فيها منع الضباط من السفر خارج البلاد خاصة الرتب الصغرى بعد ملاحظة تغيبهم عن العمل، وأخذ أذونات مرضية وتزامنت تلك أيضًا مع تسريبات إغراء إحدى الجهات المنافسة للجيش السوداني لقادة أفرع مهمة بمبالغ بلغت ١٥ مليار لكل منهم، وأن بعض هؤلاء القادة أبلغوا قائد الجيش كما قالت التسريبات.. التي تزامنت هي الأخرى مع إقبال قيادة ما يسمى بالدعم السريع على إعفاء الناطق الرسمي باسمها دون تحديد الأسباب، كل ذلك مقروء مع الإفادات التي قدمها الرائد مأمون في محكمة انقلاب بكراوي التي بثت على أجهزة إعلام مختلفة كشف فيها المأمون عن خبايا وأسرار من مكامن الجيش ما كان يسمح بتسجيلها أو نقلها إعلاميًا لولا أن بعض الجهات تريد ذلك وتسعى له.
والغرض معروف ومكشوف كان قد أشار له المأمون في المحكمة وهو سيطرة الدعم السريع على المرافق العسكرية بدلًا عن الاندماج فيها، وهو ما يحدث اليوم في دارفور وإعلان حاكمها استعانته بجيش تشادي ربما قصد التغريد في ذات سرب موال الجيش والدعم السريع، الذي يرى قائده أنه لن يلدغ من جحر مرتين بالمشاركة في قمع المواطنين وقتلهم، ولكن ربما كان الغرض من التصريحات إبعاد الجيشان من أعين العقوبات والمراقبين بالاتعاظ من جريمة فض الاعتصام التي لن تغتفر بالادعاء الاستعانة بالجيش التشادي والأخيرة هي الأرجح.
دمتم والسلام..
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.