ياسر الفادني يكتب: كان غلبتكم زِحُوا مِنا !
الخرطوم/ الرائد نت
كل مرة نتفاءل أن هذه البلاد سوف تسير إلى الأمام حكما واقتصادا وأمنا وسلاما ، لكن نجد النقيض دائما ، إلى متى لا أدر؟ ما السبب؟ بلاد بلا رئيس وزراء ، بلاد بها وزراء مكلفون ، ولايات يقودها ولاة مكلفون منذ فترة ، تدهور وسوء حال ومعاناة في كل شييء ، تضاعفت فاتورة الكهرباء ستة أضعاف تضاعف سعر جالون الوقود اضعافا مضاعفة ، لا انفراج سياسي ولا انفراج اقتصادي نراه وسيولة أمنية وفوضى في غرب دارفور ، ماهذا؟ وما ذا يحدث؟ ولماذا يتفرج هؤلاء؟
إتفاقية معطوبة تمت في جوبا هدفها السلام والاستقرار والأمن أتت باناس سكنوا الخرطوم في شققها الفاخرة ولبسوا البدل الماركات وحولهم حراس مدجدجون بالسلاح تسال من هذا؟ يقولون لك هذا الفريق فلان الفلاني من قائد في الحركة الفلانية ، أين أتى بهذه الرتبة لا ندري؟ و ماهي الجهة التي أعطته اياها لا ندري ، يا لها من بلاد هاملة مطلوقة !!
هؤلاء تم استقبالهم بمطار الخرطوم بأنهم مناضلين حملوا السلاح ضد التهميش وضد الظلم وهم حمامات السلام ، للأسف لم يعالجوا التهميش ولا ينزلوا السلام على أرض الواقع بل كانوا سببا في زيادة رقعة دائرة الصراع وهم جزءا منه كما حدث في كرينك وتبعه من أحداث في الجنينة
منذ أن وقعت هذه الاتفاقية زاد الطين بلة في دارفور لم تهنا هذه الرقعة المهمة جدا من البلاد لحظة ، كل مرة تستعر نار الاقتتال هنا وتخبو هنيهة وتنفجر مرة ثانية في مناطق أخرى ، هكذا ظل هذا المسلسل يستمر ولا جديد حلول ولا جديد حسم ، حاكم الإقليم يتحدث ويتوعد ويوعد وكلامه ( بندق في بحر) ! ولاة لا وجود لهم ولا يدرون ماذا يفعلون وعمد بلا أطيان، كثرت التفلتات في هذا الإقليم وكثر القتل والحرق والتشريد وزادت وتيرته حتى في الشهر الكريم شهر الصيام والقيام والذكر لكنه في غرب دارفور صار شهر الدماء التي سألت والبيوت التي خربت والنساء اللواتي ترملن والاكباد التي حرقت حشاشتها إما بفقد لعزيز أو فقد لماوي ضاع وممتلكات نهبت
يجب أن لا نكذب علي أنفسنا ونقول اننا انتقلنا وقفزنا إلى الأمام ، نكذب علي أنفسنا إن قلنا أن اتفاقية سلام جوبا أنزلت السلام واقعا ، مابني على باطل سوف يظل باطلا ، معقولة حكومة لا تستطيع إخماد نار الفتنة في دارفور؟ ماحدث من قتل بعد سقوط البشير يفوق ماتم من قتل في عهد النظام البائد ، في عهد البشير كان الناشطون يدقون الطار عندما تحدث مثل هذه التلفتات ويدبجون التقارير إلى المنظمات الدولية وتقوم الدنيا ولا تقعد وتكثر الإدانات هنا وهناك السؤال الذي يطرح نفسه أين الآن هؤلاء الناشطون ؟ ولماذا حلاقيمهم كانت عريضة آنذاك والآن اصابتهم البحة والحشرجة والبكم والصمم
الوضع لايعحب ياحكومة يبدو أنكم (ضاربين الهواءالبارد) و(خاتين يدكم في الموية الباردة ) ، هذا المنهج لاينفع ولا يقدم هذه البلاد ، المسألة السياسيةمحتاجة لقرارات وحسم والمسألة الاقتصادية محتاجة لقرارات قوية وضرب منابع الفساد والتهربب ومسألة دارفور تحتاج للضرب بيد من حديد لكل من تسول نفسه بأن يعمل( نفسو فرعون زمانه) ويهلك النسل والحرث ونحتاج لإنزال هيبة الدولة وبسط سلطة القانون بقوة وعدل فالذي يكون جزءا من هذا الإحتراب يجب أن ينفذ فيه القانون حتي ولو كان واليا أو قائدا لحركة موقعة للسلام ، لم يضر هذه البلاد إلا دفن الرؤس في الرمال ، ولم يضر هذه البلاد إلا التهاون في حسم الأمور بصورة قوية إذا ادلهمت ولم يضر هذه البلاد إلا السلحفائية التي صارت مسلكا للحكام
فيا حكومة عليكم بارجاع الأمور إلي نصابها وبسط هيبة الدولة وعدم المجاملة والسير بقوة إلى الأمام وعدم الالتفات إلى الوراء أو النظر يمينا وشمالا لجماعة فولكر واسياده فالوضع الذي تنتهجونه لا يعجب ولا يقدم هذه البلاد ، وكان غلبتكم زحوا منا عليكم يسهل وعلينا يمهل .
التعليقات مغلقة.