محمد عثمان الرضي يكتب: إتفاقيات السلام لم تحقق السلام

متابعات/ الرائد نت

عدد إتفاقيات السلام الموقعة مابين الحكومات والحركات المسلحة تجاوزت ال40 إتفاقية بالتمام والكمال

تأثير هذه الإتفاقيات على معاش الناس والحياة اليومية يكاد يكون منعدما تماما وفي الوضع الطبيعي من المفترض أن ينعم المواطن بالأمن والإستقرار

إتفاقيات السلام عبارة عن صفقات مشتركة مابين الموقعين عليها الهدف منها فقط تحقيق مكاسب شخصية وذلك من خلال الحصول على أكبر قدرممكن من الحقائب الوزارية ومختلف المصالح في شتى المجالات

أثبتت التجارب العملية على أرض الواقع إنعدام الثقة مابين الأطراف الموقعة على غالبية هذه الإتفاقيات ممانتج عن ذلك تشوهات كبيرة على تنفيذ بنود الإتفاقيات على الأرض

تبادل الإتهامات في وسائل الاعلام مابين الأطراف الموقعة بعدم الجدية على إنزال بنود الإتفاقيات على أرض الواقع احد المهددات الخطيرة التي تسببت في إنهيارها

من أعقد وأخطر ملفات التفاوض مابين الطرفين يتمثل في ملف الترتيبات الأمنية والذي يعني بدمج الجيوش وتسريح المحاربين ودمجهم في المجتمع وللأسف الشديد ظل هذا الملف بمثابة القشه التي قصمت ظهر البعير

إشعال الحرب أمر في غاية السهولة وفي متناول اليد ولكن الصعب جدا إيقاف نزيفها والسيطرة عليها ومعالجة أثارها السلبية المدمرة على كل مناحي الحياة

من ينتصر لذاته ولرغباته الإنتقالية من الإستحاله بمكان أن يكون قائد محبوبا في وسط جنوده ويحظى بالرضا والقبول ومن يفكر تحت أقدامه غير مؤهل بتقدم الصفوف

إنعدام الإرادة السياسية في تحقيق السلام لايأتي بسلام حقيقي يعالج جزور الأزمة ويضع حلولا موضوعية يمكن أن تساعد للخروج بالبلاد إلى برالأمان

تقديم المصالح الوطنية العليا للبلاد هدف إستراتيجي من المفترض أن نعمل حكام ومحكومين به ونتقيد ونحرص عليه

السودان أغنى دولة في العالم من حيث الموارد الإقتصادية المتعددة خارج وباطن الأرض وممكن أن نحقق كل أهدافنا في زمن وجيز بشرط أن نضع أيدينا فوق بعضنا البعض وذلك من خلال الإعتراف والإحترام المتبادل لبعضنا البعض

الحرب والإقتتال أرهق كاهلنا وإستتزف مواردنا ودمر ثرواتنا وشرد مواطنينا في الملاجئ والمعسكرات وشوه صورة بلادنا خارجيا وأظهرنا بمظهر رجل أفريقيا المرض الذي أنهك المرض جسده وفتك بمفاصله

من العار والخذلان أن نرى بلادنا تتآكل من أطرافها وتحترق أمام أعيننا ولانحرك ساكنا وكأنما يعجبنا الحال

التعليقات مغلقة.