ياسر الفادني يكتب: فليمدد البرهان رجليه !
الخرطوم/ الرائد نت
السودان هو الدولة الوحيدة في العالم الذي ينظم الشعراء من أبناءه فيه الهجاء ، بل حتى المدن فيه لم تسلم من ذلك هجاءا مثال : لذلك (ملعون أبوكي بلد ) وقال شاعر آخر يهجو مدينة أمدرمان : ألا ياحبذا أمدرمان من بلد …. أمطرتني نكدا لا جادك المطر
من صحن مسجدها حتى مشارفها …حط الخمول واستحكم الضجر
ولا احب بلادا لا ظلال لها …يظلها النيم والهجليج والعشر
شعراء غرباء وشعرهم غريب ، السودان البلد الوحيد الذي فيه السياسي (ممكن يشاكل ضلو ) ! ، جبلنا علي الخلاف والاختلاف حتى صار بيننا منهجا ، ولاول مرة أسمع عبارة (اتفقنا علي ألا نتفق) عندما قالها الصادق المهدي رحمه الله متحدثا بعد خروجه من مفاوضات سياسية بينه وبين حكومة البشير
ما قاله مالك عقار عضو المجلس السيادي ورئيس لجنة الحوار والاتصال مع الجهات السياسية من خطاب في قاعة الصداقة بالأمس بمناسبة تسليمه الوثيقة التوافقية ، لغة جسده تشير إلى الارتياح. وعباراته تدل على أنه قرأ الوثيقة التوافقية جيدا من قبل وقال : هذه الوثيقة سهلت مهمتي لأنها مزيج من مبادرات كثيرة تم تجميعها في وثيقة واحدة ، وهي سودانية خالصة وانا لا اومن بالمعالجات الخارجية، وسوف نعتمد هذه الوثيقة مع المبادرات الأخرى
الوثيقة التوافقية لإدارة الحكم الإنتقالي التي اشرف عليها مركز دراسات الحوكمة والسلام والتحول وجامعة بحري جمعت أكثر من ٨٠ مبادرة وعكفت عليها لجنة مع كل مبادرة مع من كتبوها وخرجت بوثيقة واحدة برضاء كافة أصحاب هذه المبادرات بل وتم التوقيع عليها ، أهم مايميز هذه الوثيقة أنها يمكن أن تستوعب أي مبادرة أخري تأتي ، وهي تضم فعاليات تمثل المجتمع السوداني حتي لجان المقاومة والكيانات الثورية الشبابية هي جزء من هذه الوثيقة
عبارة إلا المؤتمر الوطني وردت في هذه الوثيقة ولعل هذه العبارة التي تم تكرارها كثيرا أصبحت غير ملفتة للكيزان واصبحت لا تهم رموز النظام السابق ولا يعيرون لها اهتماما لانهم سلفا وفي أعماق أنفسهم لا يريدون المشاركة في ادارة الحكم الإنتقالي البته ولا يلهثون وراء ذلك وأكيد لهم فهم في هذه المسألة ولهم رؤية ، لذا من قال أن الوثيقة التوافقية هي صنيعة الكيزان فقد كذب لأنها فيها رموز كبار ناضلوا وكافحوا من أجل إسقاط نظام البشير ، هي وثيقة سودانية وطنية خالصة اخذت الإطار الأكاديمي والعلمي وزينت بالمشاركة السياسية من قيادات سياسية وجهات وحركات الكفاح المسلح وهي تعتبر خارطة طريق منظمة ومرتبة كاملة الدسم. لقيادة الحكم الإنتقالي وهي أفضل عصف ذهني وعلمي كتب و قدم حتى الآن بلا منازع
استلام الوثيقة من السيد مالك عقار وكلامه الإيجابي عنها يبدوا أنها عبرت وسوف تكون هي قمر المشهد السياسي القادم تردده واحد وقناته واحدة هو السودان العظيم وهو نبذ الخلاف والاختلاف وهو الوصول إلى المستحق الكبير الذي يصبو إليه الشعب السوداني وهي الانتخابات ، أقول للبرهان :
هذه الوثيقة..( بقت معلقة في رقبتك ) ! فدعها تسير إلى الأمام مستصحبة معها كل الذي يريد الوفاق إلا من أبي ، وآن لك أن تمدد رجليك بارتياح لقيادة ماتبقي من فترة إنتقال ، ونحن (ذاتو نمد رجلينا ونطقطق اصابعينا) وتفارق وجوهنا ( آخر عبس) ويمد الوطن ظهره مرتاحا …… ويرتاح ويعود إلى وطنه صاحب (ياريت… يا ريت ) ونرددها معه !! لتصبح حقيقة ، ياسيدي البرهان : أما آن لهذا الوطن أن ينوم قرير العين هانيها ؟.
التعليقات مغلقة.