من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: نظرية أبْرُم شَنَبَكْ !
الخرطوم/ الرائد نت
الرجل إذا ( ابرم شاربه) في لغة الجسد تعني الفخر والزهو والإعتداد بالنفس وإظهار الرجولة ، (أبرم طاقيتك) تحمل نفس المعنى ، ولعل إبرام الشنب صفة تخص الرجال ، قيل أن رجلا له شارب كثيف وطويل هذبه وشذبه فصار أطول واجمل فعجبته نفسه وهو ينظر إلى المرآة فخرج من غرفته ووجد رجالا لم يسلم عليهم فعندما سالوه لماذا لم تلقي علينا التحية؟ قال لهم : (ماشايفكم ) !
حركة أبرم شنبك تجدها كثيرة عند السياسين وبالذات في السودان ، مثلا يبرم شنبه عند إصدار قرار ، أو يبرم شنبه متوعدا لفئة معينة ، أو يبرم شنبه وتاخذه الهاشمية ، لكن برم الشنب في السياسة صاحبه ربما يصيب وربما يخطيء إن أصاب تبقى محمدة للسياسي وإن خاب تبقي نقطة سوداء في تاريخ حكمه يسجلها له التاريخ
البشير كان يبرم شنبه كثيرا ومرات يطير به فوق ومرات يدق الدلجة! ، برم شنبه ذات مرة في آخر عهده وتخلى عن حزبه المؤتمر الوطني ليكون رئيسا وطنيا مستقلا ودعا إلى التوافق الشامل ، ولم يبقى أيام حتى ( بُرِمت اشناب) من في اللجنة الأمنية واقتلعوه كما صرح بها أبنعوف في خطابه وهو (يبرم شاربه) !
برم الشنب دائمآ تجده لا يخلوا من المحاذير التي تقول : ( لا تتخذ قرارا وأنت غضبان ولا توعد وأنت فرحان) ، هذا الأمر فعله السياسيون في الحكومة الإنتقالية كثيرا ، حمدوك أصدر قرارا بتكوين لجنة للتحقيق في فض الاعتصام واعطاها مهلة ثلاثة اشهر لتنجز مهامها والآن هذه اللجنة لها ثلاثة سنوات (عاملة فيها رايحة) ! ومن يقودها يبرم شاربه كل مرة ولا يتحدث عن لجنته ويتحدث في أمور أخرى ليس لها علاقة بتكليفه ، حمدوك ذات مرة قال في خطاب له أن المجلس التشريعي سوف يتكون في غضون عشرة أيام وخلصت العشرة أيام و(عيييك) ، البرهان قال قبل أربعة أيام أنه سوف يلغي قانون الطواري ويفرج عن المعتقلين السياسين في خلال يومين ولم يوف بما قال و(الحال ذاتو ياهو الحال) !
ما اضحكني هو نوع عجيب انواع ( برم الشنب) لبعض السياسين وسببه الهوشة والهاشمية ومحاولة الظهور القوي وهو ماحدث في التوقيع على الوثيقة التوافيقة التي تم التوقيع عليها قبل يومين في قاعة سونا ، اللواء برمة ناصر وقع الوثيقة ورايته بأم عيني وقال كلمة مختصرة بعض التوقيع خرج عليه بعض من في حزبه وقالوا توقيعه يمثل نفسه ولا يمثل الحزب ، معقولة؟؟ دا حزب ولا(بياعين طماطم) !، قيادي في نفس المكان يمثل الحزب الاتحادي الأصل وقع وقال كلمة وختمها بأن السيد محمد عثمان الميرغني يبلغكم تحاياه وصفق الحضور وهتف أحدهم : (عاش ابو هاشم) ، بعدها الحزب ( نكرحطب ) ! ، حاولت أجد تفسيرا لما يحدث وهو أن هذه الاحزاب ليس ذات قيادة واحدة ومن يتحكم فيها يتحكم بمزاجه ولافيها منهج شورى ولعب في ميدان الخطل السياسي
نظرية أبرم شنبك التي يتخذها السياسيون في هذه البلاد يجب أن تصحح بطريقة فيها التروي والحكمة وأخذ القرار بعد دراسته و أن يصدق أب شنب فيما يقول ، السلطة الرابعة تقيم والشعب يقيم والحكماء يقيمون ، فرجائي عندما يجعل السياسي شنبه مثل شكل شوكات الساعة عندما تكون في وضعية (تلاته إلا ربع ) أن ينظر لمصلحة هذا الوطن أولا ولا ينظر إلى مصلحته ولا إلي مصلحة حزبه ولا تأخذه الهوشة ولا يجري وراء الظهور والشهرة و أن يكون شنبه حقيقة….. (شنب راجل) لا (شنب كديس) !.
التعليقات مغلقة.