من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: جاتك مقشرة ياالبرهان

الخرطوم/ الرائد نت

في فريق الكرة أهم لاعب هو اللاعب الذي يصنع الألعاب و ويجعلها حلوة وتكون سهلة للذي يسدد هدف بالمزيكا ، اللاعب النجم أو الهداف دائما يعتمد اعتمادا كثيرا على الذي يصنع الأهداف

دخلت قاعة سونا للمؤتمرات الصحفية بدعوة كريمة من بعض القيادات السياسية التي شاركت في وضع وثيقة سموها (بالوثيقة السودانية التوافقية لإدارة الفترة الإنتقالية بحضور كبير امتلأت القاعة حتى جنباتها

جلست في الكراسي بعد الأمامية فمد لي أحد الحاضرين ورقة وهو قيادي شاب يتبع لتحالف القوى الثورية وقال لي وقِّع ، افتكرت هذه الورقة توقيع على الحضور لكن وجدتها توقيع على الوثيقة فقلت له : أوقع كيف ؟ أنا صحفي فضحك واخذ مني الورقة قلت له : مش دي وثيقة فيها توافق وطني قال لي: نعم قلت: جيبا أوقع عن نفسي كصحفي فضحك مرة أخرى ومرر الورقة لاخرين ، لكن لو أعطاني اياها كنت وقعت فيها مرتين لأنها فيها خير لوطني

ماحدث في قاعة وكالة سونا للانباء من وصف وسرد لما جاء في الوثيقة التوافيقية السودانية لإدارة الفترة الإنتقالية شييء يعجب ويدعوا للفرحة والله ، مايميز هذه الوثيقة أنها سودانية خالصة و أنها فنيا أشرفت عليها جهات علمية لا يشق لها غبار هما المركز القومي لدراسات الحوكمة والسلام ومركز دراسات السلام والتنمية بجامعة بحري ، وضعت بواسطة اكاديميون فنيا وعلميا وشارك فيها سياسبون ضليعيون لهم خبرات في الشأن السياسي وحكماء

اندهشت و سررت لحضور بعض الشخصيات السياسية ذات ألوان الطيف السياسي و التي رأيتها وهي تحضر مراسم التوقيع ابرزهم علي سبيل المثال لا الحصر ، اللواء برمة ناصر ، د بشير ادم رحمة ، د فرح عقار ، موسى محمد احمد ، الزعيم موسي هلال ، عبد الله مسار ، د.علي الشريف الهندي وكيانات سياسية حتى لجان المقاومة والثوار دخلوا في منظومة التحالف الثوري الوطني ، وأكثر ما أعجبني العبارة التي قالها اللواء برمة ناصر في كلمته المختصرة أن هذه الوثيقة كانت بدايتها سليمة وحتما نهايتها سوف تكون سليمة

د. محمد زين العابدين الأكاديمي المعروف في مركز دراسات الحوكمة والسلام قدم وصفا وسردا رائعا لما جاء في بنود الوثيقة التوافقية التي هي مزيج لعدد ٧٦ مبادرة أتت من جهات مختلفة تم فيها الوصول الي نقاط توافقية فيما يتعلق بنهج الحكم في الفترة الانتقاليةخرجت هذه الوثيقة بعد عقد عدة لقاءات عقدت لها الورش وتم فيها عصفا ذهنيا راقيا من علماء أجلاء كبار وسياسيون خلص ودعم هذا العمل الخالص رجال أعمال وطنيون ابرزهم على سبيل المثال لا الحصر رجل الأعمال الشريف تازورة وعلي البدوي وموسى هلال

الوثيقة التوافقية دعت إلي نبذ خطاب الكراهية وحرية الصحافة وقبول الرأي الاخر بكل صدر رحب ، حددت الأولويات وتركت التفاصيل ، حددت المجلس السيادي يتكون من ١١ شخصا فيهم عسكريون ومدنيون ومجلس وزراء يتكون من كفاءات ليست حزبية عددهم عشرون وزيرا والمجلس التشريعي يتكون من ٣٠٠ عضو ، إضافة لاستقلالية القضاء وإنشاء مفوضية للفساد، الوثيقة حددت في متنها فترة الانتقال التي تنتهي في مايو ٢٠٢٤، وكذلك ابقت علي قيام إنتخابات نزيهة وشفافة يختار فيها الشعب السوداني من يمثله عبر صناديق الاقتراع

ما سمعته وما قراته في هذه الوثيقة التوافقية لإدارة الحكم الانتقالي حقيقة لم تترك أي شاردة ولا واردة إلا و قتلتها بحثا حتى الحركات التي لم توقع على سلام جوبا وضعت الوثيقة لها مساحة واسعة للتوافق فيما يفيد الوطن ولعل في غضون الأيام القادمة سيحدث ذلك ، كونت لجنة للاتصال بالحكومة الحالية لطرح هذه المبادرة عليهم

اريد أن أقول للبرهان : إن هؤلاء الرجال العلماء والسياسيون صنعوا لك (لعبة مقشرة ) شاتوها ليك في شكل موزة كما يقولون أهل المستديرة ! ، فما عليك ياسيدي إلا أن تركلها وياحبذا لوكانت شوتة علي الطاير لتحرز منها هدفا غاليا وجميلا وتهز الشباك ونقول: قوووون ونقوم على حيلنا ونصفق ونصفر كمان للوطن ، أفعلها ارجوك تسلم ويسلم هذا الوطن ، إني أنصحك وودالفادني زول نصيحة.

التعليقات مغلقة.