خارج السياق | مديحة عبدالله تكتب: أهل الريف
متابعات/ الرائد نت
ذكرت منظمة الهجرة الدولية أن نحو (81)% من السودانيين لا يستطيعون الوصول إلى المراكز الصحية في المناطق الريفية التي تبعد ساعتين من منازلهم سيرًا على الأقدام (راديو دبنقا 12 أبريل الجاري) وأوضحت المنظمة الافتقار إلى سيارات الإسعاف وخدمات الرعاية الصحية الأولية في المناطق النائية في دارفور، مما يهدد الحياة بسبب تأخر الاستجابة الصحية العاجلة المناسبة في الوقت المطلوب، مع انتشار لأمراض الكوليرا والملاريا والإسهال المائي، وسوء التغذية بين الأطفال والأمهات والحوامل والمرضعات!!
حالنا المائل تكشفه أرقام المنظمات الدولية، لا حكومة لا قوى سياسية لا إعلام، (عيني باردة ما فاضين) غرقانين ليل نهار في الخلافات حول السلطة وهياكل الحكم، لا حديث حول المحكومين وأحوالهم وحياتهم، الملاحظ أن الأرقام التي تهز الجبال لم تحرك ساكن الحياة السياسية لتغير في أولوياتها، فالأمم المتحدة أصدرت عدة تقارير كشفت أن 18 مليون من السودانيين يواجهون الجوع، وكأن ذلك يحدث في أحد الكواكب البعيدة. حسب علمي المتواضع لم يصدر رد فعل حتى على مستوى القول من سلطة الانقلاب إزاء ذلك الواقع المذري غير الإنساني..
يحدث كل ذلك والأزمة السياسية تتفاقم، لأن الخطاب الرسمي السائد يتحاشى الخوض فيما يخص حياة المواطنين وحقوقهم، والملفت أن أولويات العمل السياسي وأهدافه لدى القوى المدنية تركز على طبيعة وشكل وهياكل الحكم أكثر من مضمونه الاجتماعي، ولصالح من
وطالما ظلت الحقوق الاقتصادية الاجتماعية لأغلب المواطنين غائبة عن المبادرات والمواثيق التي تملأ الأفق، لن نشهد اختراقًا حقيقيًا في المشهد، لأن أصحاب الوجعة الذين يواجهون الجوع والعطش والمرض سيظلون في منأى من الخوض في صراع عقيم وحديث ممل وسيواصلون سعيهم من أجل الخلاص الفردي..
يكللني العار من الوضع الماثل على المستوى الإنساني، حيث لا معنى لأي حديث وأغلبنا يواجه الجوع والعطش والموت بسبب الافتقار لأبسط أنواع الرعاية الصحية، ولن نتعافى سياسيًا واجتماعيًا ما لم تتغير معادلة أولويات العمل السياسي، وبات إنسان السودان وحقوقه الاقتصادية والاجتماعية العاجلة هو الهم الأول والمدخل لمعالجة كل الأزمات.
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.