بالمرصاد | الصادق مصطفى الشيخ يكتب: الثورة مستمرة

متابعات/ الرائد نت

هكذا اعتاد شعبنا أن يهتف في وجه المتخاذلين والمترددين والذين اتخذوا موقف من الحراك، وظنوا أنه قد تفرمل في محطات القمع وتلفيق التهم الجائرة على شباب وشابات كلما استشهد بطلًا قالوا هل من مزيد.
مثل هؤلاء لا يعرفون التراجع ولا يسمحوا بالتردد ناهيك عن الخوف والهلع الذي يرتاد أرتال السلطة وأذيال السلطان الذين ولولوا وكادوا أن يعتزلوا السياسة، وهم يرون السلطة الإنقلابية وليس القضائية تبريء ساحة الخونة والمأجورين الذين سعوا باكرًا لقتل الثورة وتعطيل مراميها عبر محاولة اغتيال فاشلة لرئيس وزراء الفترة الانتقالية، على طريقة محاولة فاشلة للرئيس المصري في أديس أبابا كان ضحاياها أبرياء من بني جلدتنا، بعضهم قادته الصدفة وحدها ليكون هناك، وطالما هذا ديدن هذه الجماعة فكيف يأمن لهم من أطلقوا سراحهم قبل انتظار نتيجة الاستعانة بهم وهي النيل من الثورة، فما دروا أن أمثال هؤلاء وغيرهم من تبقوا بالسجون لن يستطيعوا إلا إرهاب الرعاديد جمع رعديد، والرعديد معروف عند الذين هتفوا يومها بإراقة كل الدماء.
استغربت حد الاشفاق على قطاعات كبيرة من حملة لواء الثورة، كما يدعون وهم يحجون ناحية مؤذن الثورية بعد العودة من مؤتمر الدمازين، حيث نادى هلموا لحماية عسكركم وذهب عسكردول، وإبل الجبايات حتى لا تحرموا من مصاصات السيسي، فكانت الاستجابة فورية وسريعة رغم ما بين عقار وأردول وعسكوري وقحت التي تناثرت رؤاها ودخلت في غيبوبة منذ خروج ميثاق سلطة الشعب للعلن، فتوزعت رؤاها على طريقة صناديق النساء في الاحياء والأسواق الدخول (بختتين) أو صرفتين، فها هو برمة ناصر يلاحق ويؤيد أي مبادرة تأتي من جهات الفلول وأعوانهم حتى مبادرة الميرغني التى يرفضها غالب الاتحاديين الشرفاء، في وقت يتحدث فيه نجل المهدي عن آلية تجبر الحزب على اتخاذ المواقف بطريقة معينة، وها هو إبراهيم الشيخ صديق البرهان يتوارى عن المشهد تمامًا وبقي الدقير يناجي أمينه العام في معتقله، بدلًا عن مواساة الشارع الذي يفقد في كل موكب أرواحًا طاهرة وعزيزة، ومن فرط توهانه يدعو لمركز موحد كأن طرحه من بنات أفكار حزبه وليس الحزب الشيوعي، الذي رفض مقابلتهم ككتلة لتفادي الازدواجية التي يعانوا منها اليوم، وتتجسد في موقف عقار وعرمان الذي استغرب لما أصابه من هلع وهو يكتب عن الصوم والفطور على بصلة المؤتمر الوطني، لمجرد إطلاق سراح الغندور ويروج لنظام الإنقاذ كأنه قد عاد وتقلد زمام الأمور، وفي ذلك تقليل من شأن الشارع الذي قهر الإنقاذ، وقد ظل عرمان يطالب بعدم إقصاؤها طيلة السنوات الثلاث الماضية، وعندما عادت وفق كتاباته يتباكى،؟ أليس ذلك أمر غريب؟ تم يعتقد أن على رؤوسنا الطير؟
إن الانقلاب في رمقه الأخير ورماته يسابقون الزمن حتى لا تتوحد قوى الشارع الحية ويعملوا على جذب السذج وعديمي الأفق السياسي والبرامج، بوعود زائفة وكراسي مهترئة لن تتحمل أجسادهم المنتفخة غير لحظات إذاعة الاسماء، حينها أي منقلب سينقلبون.
دمتم والسلام..

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.