من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: عندما يعبث كرتي بلحيته !

الخرطوم/ الرائد نت

العبث باللحية يجوز شرعا إلا في الصلاة فإنه مكروه ، وفي لغة الجسد العبث باللحية إما قلق أو توتر أو إعجاب ، لعل علي كرتي مر بكل هذه المراحل عندما عبث بلحيته ، عبث بلحيته توترا عندما سقط البشير وبالاحرى عندما سقط الاسلاميون من كرسي الحكم ، ظل متوترا لكنه توتر المؤمن الذي يرضى بقضاء الله على نفسه وحتى على حكم إخوانه وسقوطهم ، علي كرتي عبث بلحيته توترا لكن ما أفاده أنه جعل بعض الثقاة والخبراء والحصفاء بالقرب منه ظل يستشيرهم في ماذا يفعل ؟ وماذا يكون؟ وما هي القراءة الصحيحة للقادم ، بدأ بخطوات هادئة ودون انفعال ودون التعامل بردود الأفعال وقاد هو و من معه المسيرة بشكل صحيح وخطوات مدروسة

علي كرتي عبث بلحيته وهو مطارد بل مطلوب من قبل لجنة التمكين ونشرت اللجنة عبر نيابتها المصنوعة إعلانا بالقبض عليه نشر في الجريدة الرسمية بتهم مختلفة لكنه إتخذ التخفي طريقا ، ولعل ظاهرة التخفي السياسي ليست جديدة في هذه البلاد وليس علي كرتي أول من فعل ذلك ، فعلها الراحل إبراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي السابق واختفى عن المشهد السياسي سنين عددا لكنه كان يمارس نشاطه سرا ، لا أحد حينذاك يعرف أين هو ؟ حتى خرج بعد أن أحس بزوال الخطر ، علي كرتي إن قبض أو سلم نفسه لما بقي الاسلاميون ولنال منهم خصومهم في قحت نيلا جميلا وزلزلوا في الأرض وتشردوا وتم رميهم في حلبة المصارعة السياسية بالقاضية

علي كرتي برغم عبثه الكثير بلحيته نجح إلى حد كبير في لملمة ما تبقي من الإسلاميين وانتشالهم من وهدة الغرق جراء الطوفان العارم الذي صنعه من كانوا في الحكم وذهبوا بل استطاع ترتيب الصفوف من جديد وقاد مرحلة مفصلية وحساسة مشي فيها حذرا من السقوط أو الانزلاق ، لعل انعقاد هيئة شوري المؤتمر الوطني التي حضرها معظم أعضاء الشورى بالولايات ، هذه الفعالية انعقدت برغم ظروف التقييد والتضييق والمطاردة التي كانت تفعلها لجنة تفكيك التمكين تجاه منسوبي الحزب ، خرجت الشوري بمخرجات عديدة صدرت في شكل بيان نشر في الميديا حينها كذب مناع ذلك وقال هذا كذب ولا وجود لذلك وإن الاسلاميين قد قبروا ولعله كان في حالة يدري أنه لا يدري وظهر علي الملأ بذلك و هو الكذاب و (الداقس ) !

الآن ….أعتقد أن علي كرتي في مرحلة العبث بلحيته إعجابا وخاصة بعد زوال حكم الذين سرقوا الثورة إن كانت هنالك ثورة ، وظلت اسارير وجهة تتغير كل يوم إعجابا بعد رجوع المفصولين والافراج عن المعتقلين السياسين وتغيير المشهد السياسي إلى الجديد بعد كنس القديم ، وجود علي كرتي في هذه البلاد متخفيا برغم المخاوف والحذر كان أفضل من خروجه خارج البلاد ، إن خرج لايكون الوضع كالذي نراه الآن

لعل السيناريو الذى وضعه حمدوك وزمرته هو شيطنة الاسلاميين ووصفهم بابشع الصفات والغرض من ذلك اغتيال شخصياتهم والنيل منها بالفساد وزجهم في السجون بتهم ملفقة وتشريدهم من الخدمة المدنية وتفكيك عناصرهم داخل الأجهزة النظامية ، واستبدالهم باخرين من اذنابهم ، السيناريو كان هو دفع الاسلاميين إلى التعامل برد الفعل العنيف وبعد ذلك الباسهم قميص الإرهاب وإصدار قرار داخلي ويتطور إلى دولي بأن تنظيم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية هم من التنظيمات الإرهابية ، أدرك كرتي ذلك ومن معه هذا المخطط لذا تعاملوا معه بكل حصافة وافشلوه

يمكن أن نقارن أن الاسلاميين عبثوا بلحياهم بدءا قلقا وثانيا توترا لكن الآن يعبثون بها إعجابا أما خصومهم عبثوا بذقون الشعب السوداني ثلاث سنوات خلت ولا زالوا يعبثون .

التعليقات مغلقة.