بالمرصاد | الصادق مصطفى يكتب: الزلزال والمسلسل ..

متابعات/ الرائد نت

على طريقة عنوان رواية الكاتب المجيد الطاهر وطار (السطل والوحل والمخيم) يأتي هذا العنوان الذي زلزل بالفعل كل أركان الانقلاب داخليًا وخارجيًا، وكشف الفصل الأخير من المسلسل الكيزانى المقيت، الذي كان أبطاله أشباح الهبوط الناعم وحركات بهلوانية الموز ابو نقطة الذين تسيدوا الموقف الانقلابي الذي توارى منه حتى الضالعين فيه بحق وحقيقة، ليخرج علينا الهادي إدريس مبشرًا بميثاق يوحد الفعاليات السياسية استجابة لأوامر قادة الانقلاب وليس سلطة الشعب التي يتأهب إليها الجميع، حتى السلطة الإنقلابية انتظرت هذا الميثاق باحر من الجمر، وعندما عاينت فصوله توجهت بكلياتها إلى سجن كوبر حيث رموز الفساد والاستبداد متجاهلة الهبوط الناعم والمتهافتين لإيجاد موطأ قدم في السلطة التي تعرضوا لبريقها لأول مرة، ويعتقدون أنه من الممكن لاعتصام مصنوع بالقصر الذي يكابد شباب الثورة ليل نهار ويقدمون الأرواح رخيصة من أجل الوصول إليه، وحتمًا سيصلون فقط ينتظرون أن يكتمل وصول أعداء الثورة، واكتمال عقدهم المتناثر بالمصالح الذاتية الضيقة والمسلسلات سيئة الإخراج، ليسهل الانقضاض عليهم وتشييعهم إلى مزبلة التاريخ الذي لا يرحم.
فالمسلسل الذي أعنيه كانت قد دارت رحلته على مسرح مسميات الحاضنة السياسية لحكومات حمدوك المختلفة، الذي كان ضحية تطلعات واهية لتحالف العسكر والهبوط والحركات، رأينا مبادئ هذا التحالف في اتفاق جوبا ومعاداة القوى الثورية الحية، وسياسات الصناديق الدولية التي أوصلت النظام المباد إلى حيث انتهى غير مأسوف عليه، إلا من الذين يقاومون حبال الخنق التي تلقوها على رقابهم بإصرارهم على فض الاعتصام في جريمة نكراء، ثم إصرار على المضي قدمًا رغم الدماء، ثم الإصرار على السير في ذات الطريق رغم فقدان الشارع إلى غير رجعة ومغازلته بالسواطير وأبو طيرة، وعودة الغندور وأيلا وقوش والوطني والشعبي وإيران وتركيا، كأنما الذي هزم حمدوك بكل ثقله الدولي الهجين هو شعب آخر غير الشعب السوداني الذي أذاق الإسلامويون بكافة مقاماتهم سيئة الذكر كافة أنواع الخسران المبين، لذلك تجدهم يمقتون الثورة ويكرهون التغيير الذي أضحى واقعًا لا مفر منه، حتى لو تحالفوا مع الأطلنطي والناتو وبقية الترسانات فالترس السوداني أضحى لا يشق له غبار.

مرصد أخير:
المسلسل أو التمثيلية سيئة الإخراج تواصلت بصورة مكشوفة بإيداع منسوبي قحت المعتقلات الناعمة، فليس هناك أثرًا للإضراب عن الطعام لا مستشفى ولا دربات، وقد أكدت واقعة نعومة وصحة الذين أطلق سراحهم من أسرة النظام المباد، كأنهم عائدون من تركيا ولا نشك في ذلك إطلاقًا وربما عاد البرهان من مصر بصحبة قوش الذي تم تجهيز منزله بالخرطوم ٢، كل ذلك من أجل ذكرى ٦ أبريل التي قال الثوار بأنها نهاية الانقلاب.. وقد كان..
انتهى وأنهى معه ثلة من الذين كانوا يعشمون في انحسار المد المتزايد إلى أن يقضى الله أمرًا كان مفعولا…
دمتم والسلام.

نقلا عن صحيفة الميدان

التعليقات مغلقة.