شهب ونيازك | كمال كرار يكتب: قانون في شكل (تنبطحون)
متابعات/ الرائد نت
قبل أيام تم تجريد مفوضية الحدود من سلطاتها على المناطق البحرية والجرف القاري، لصالح وزير الدفاع.. ومعناها لصالح المكون العسكري، ومعناها لصالح السلطة الانقلابية، والتي كانت تسمى اللجنة الأمنية العليا لنظام المخلوع البشير.
ودارت تكهنات كثيرة حول ما يجري في الخفاء، والهدف الحقيقي من هذا التعديل.. ولكنها لم تنفذ إلى جوهر الحكاية..
وأصل الحكاية أنه في أبريل ٢٠١٦ تم توقيع اتفاقية ترسيم حدود بحرية بين مصر والسعودية من العقبة شمالًا وحتى خطوط الحدود السياسية جنوبًا، وأودعت هذه الاتفاقية في الأمم المتحدة.
أثار توقيع الاتفاقية جدلًا واسعًا داخل مصر فيما عرف بقضية تيران وصنافير، لما يترتب عليها من وقوع جزيرة تيران وجارتها صنافير داخل الحدود البحرية السعودية، حيث ظهر اختلاف وجدل حول هذه الاتفاقية، انقسم الرأي العام بين معارضين ومؤيدين لسريانها.
قام المعارضون برفع قضية لإلغاء هذه الاتفاقية أمام محكمة القضاء الإداري وانتهى هذا المسار إلى قرار المحكمة الإدارية العليا ببطلان هذه الاتفاقية، وبشكل موازي قام المؤيدون للاتفاقية برفع قضية أمام محكمة الأمور المستعجلة، وانتهى هذا المسار إلى إسقاط أسباب حكم المحكمة الإدارية العليا القاضي ببطلان توقيع الاتفاقية، واستمرار سريانها.
والاتفاقية بالمفهوم المخابراتي كانت صفقة بين مصر والسعودية تؤول بموجبها جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، بعد أن كانتا خاضعتين للسيادة المصرية مقابل أن تعترف السعودية بخط عرض ٢٢ درجة باعتباره حدود مصر الجنوبية.. وبالعربي الفصيح حلايب مصرية.. وانتهت الاتفاقية بمبلغ مالي محترم منحته الرياض للقاهرة.
وبناءً على ما تقدم، ولأن السودان لم يكن طرفًا في الاتفاقية المذكورة، وباعتبارات الانقلاب العسكري وكدة، صار قانون المناطق البحرية والجرف القاري تحت سيطرة الانقلابيين، لتمرير الأجندة السعودية المصرية، والتفريط في السيادة الوطنية سمة الانقلابات العسكرية في السودان وللمثال لا الحصر:
إغراق وادي حلفا مقابل السد العالي.
ترحيل الفلاشا مقابل حماية نظام النميري.
التطبيع مع إسرائيل مقابل الاعتراف بالانقلاب العسكري في السودان.
ترجع حلايب سودانية يوم أن يسقط الانقلاب العسكري..
ويا ثوار ساحل البحر الأحمر المؤامرة لن تنتهي هنا، فالقواعد العسكرية الأجنبية حاضرة، وخصخصة الميناء الجنوبي قادمة، وكنوز البحر الأحمر تستهوي اللصوص والحرامية..
نقلا عن صحيفة الميدان
التعليقات مغلقة.