من أعلى المنصة | ياسر الفادني يكتب: أُرَاجِع لكن لا أَتَراجَع
الخرطوم/ الرائد نت
عنوان هذا المقال جملة ظل يقولها الراحل جعفر نميري ويرددها كثيرا ، وصارت مذهبا له وفلسفة حكم أتخذها إبان حكمه الذي إستمر عقدا من الزمان ونصف ، الراحل النميري كان عسكريا من الطراز الأول ويعتز بعسكريته وكان سياسيا قويا لايخاف يصدر قراره ولا يلغيه ولعل من يقرأ التاريخ يجد كثيرا من المواقف التي تترجم هذه الصفة
المشير الراحل سوار الذهب ، الذي انقلب على نميري وهو في أمريكا وأعلن إنتهاء فترة نميري وكون مجلسا عسكريا آنذاك وقطع عهدا على نفسه أن يقود فترة إنتقالية حدد زمنها واوفي بوعده وأشرف على إنتخابات نزيهة أتت بالسيد الصادق المهدي رئيسا للوزراء وبعدها ترك الحكم وترك السياسة ونال إحترام شعبه ، سوار الذهب كان يعمل بنفس القاعدة التي كان يقولها النميري
اراجع ولا أتراجع هذه العبارة (اطرشنا غايتو) لم نسمعها من حمدوك ومن كان في زمرته ولم نراها لم يتم مراجعة شييء من أجل التقييم والتطوير ، ماتم في عهد حمدوك المواجع لكل شيء لمسوه اوجعهوه وزادوه وجعا وكل عمل امسكوا به تراجع وظل في تراجع مميت
اراجع ولا أتراجع عبارة الان نحتاج لها فيمن يقود الحكم في هذه البلاد المازومة ، هنالك كثير من الصورة المقلوبة تحتاج لتعديل وكثير من التشوهات التي كانت بسبب من ذهبوا سياسيا وماليا واجتماعيا يجب أن تعالج ، كثير من الخوازيق والسنابك التي دقها حمدوك في خاصرة هذه الوطن يجب أن تقتلع وأولها المدعو فولكر
المراجعة التي اقصدها لابد أن تتم بواسطة ذوي الخبرة والمعرفة والدراية بقصد الدراسة المستفيضة ولا بد أن يكونوا علماء في المجال المحدد لها ، يجب للذين يعملون المراجعة أن يكونوا ثقاة ويحترمون الواجب ويعملون بكل تجرد ونكران ذات ويخافون الله ويضعون مصلحة هذا الوطن
نحن في وضع سياسي نحتاج من الحاكم أن يراجع بالمعنى الذي ذكرته آنفا ونحتاج لقرارات قوية بناءا علي هذه المراجعات ، نحن نحتاج للقائد الذي لا يخاف ويمضي إلى الأمام يهمه ما يفيد هذا الوطن ويهمه شعبه الكريم ولا يتلفت يمينا ويسارا قبل إتخاذ القرار وبعد أن يأخذ قراره يتلفت أيضا ، نحن في حوجة ماسة للقوي صاحب الهامة العالية الذي يبطش بكل من يفسد ويخرب ممتلكات هذه البلاد ويراقب كل من يتخذ دور العمالة تجارة ضد وطنه ولمصلحته وما اكثرهم الآن ، نحتاج لرجل فيه سماحة وصدق أبوبكر الصديق وفيها حسم الفاروق وفيه عدل عمر بن العزيز فهل يأتي مثل هؤلاء الرجال….. الله أعلم .
التعليقات مغلقة.