الصحفي محمد إدريس يكتب “النيلين “..عند منحي النيل !!

شبكة الرائد الإخبارية

كان الحدث الابرز للاسبوع الماضي إفتتاح فرع بنك النيلين بمحلية ابوحمد بولاية نهر النيل،حضرت المناسبة عند ضفاف جزر منحني النيل الخلابة.. بدعوة من الإدارة العليا للبنك لنوقع علي دفتر الزيارة الرابعة لمدينة الآثار والذهب والخيرات الوفيرة..

فكان إحساسي يحاكي إحساس الطيب صالح في موسم (الهجرة للشمال).. فرحوا بي وضجوا حولي ،ولم يمض وقت طويل حتي احسست كان ثلجا يذوب في دخيلتي..فكانت ولاتزال ابوحمد مدينة انتاجية قومية،دون أن يغير ذلك في كونها ديار اهلنا الرباطاب والمناصير..!

ومن أسباب بروز ذلك الحدث الاقتصادي والتنموي،أنه يأتي في زمن الحرب الاقتصادية علي البلاد من المليشيا المتمردة واعونها التي نهبت البنوك وخربتها في جميع فروع المدن التي اجتاحتها المليشيا، والان تحررها وتستعيدها القوات المسلحة،بالمقابل يخوض القطاع المصرفي معركة الكرامة في محاور اقتصادية متعددة،فهاهو بنك النيلين يفتتح فرعه في ابوحمد لخدمة قطاعي التعدين والزراعة، ويعد العدة لافتتاح فرع محلية الدبة بالولاية الشمالية،كونها محطة لوجستية تربط دارفور بباقي ربوع البلاد،فضلا عن التخطيط لإفتتاح فرع في سواكن قريبا و توكيل بمطار بورتسودان الدولي ومواكبة نقل العاصمة الإدارية المؤقتة لمدينة بورتسودان.

فلم يكن إفتتاح فرع ابوحمد مجرد( قص شريط ) لاحتفالية عابرة،أوإضافة فرع للبنوك الثلاث العاملةبالمدينة،بل كان إرادة وطنية تقهر الصعاب ممثلة في مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية للبنك من قمة الهرم حتي أدني موظف تم تعيينه في الفرع ..!

وفي الطريق من عطبرة إلي ابوحمد مرورا بخليوة وبربر والباوقة والعبيدية والشريك، تلفت نظرك ارتكازات يقظة وشباب متفاني في عمله ومجتمع كريم فتح منازله وبيوت إسكان سد مروي،واقتسم الخبز مع القادمين من شرق الجزيرة جراء هجمة التتار الأخيرة .

وفي أسواق وارجاء ابوحمد تلفت نظرك حالة التسامح مع القادمين للتعدين والزراعة من جميع أرجاء البلاد،مثلما تلفت نظرك ضعف الخدمات الضرورية رغم ثراء المنطقة فالطريق وعرا ويحتاج لصيانة،ليدحض أوهام وخزعبلات دولة ٥٦ المزعومة وتلك قصة أخري ضمن سياقات (اسم الدلع) للحرب علي الشعب السوداني ..!

التعليقات مغلقة.