محمد إدريس يكتب: إذاعة القضارف..القتال في ساحة المعركة
قبل نحو ثلاثة عقود وحينما بزغت شمس عصر السماوات المفتوحة وغزت الأطباق اللاقطة اسقف المباني توقع البعض ان تنزوي الإذاعة تحت وقع زخم المد التقني الجديد صوت وصورة،ثم بزغت مرة أخرى صحافة الموبايل في عهد المواطن الصحفي وفضاءات الإعلام الرقمي الجديد،بيد ان الإذاعة باقية،وعطرها نفاذ ويتابعها آلاف المستمعين في حقول الزراعة ومسارات الرعي وداخل المركبات، والمصانع ومواقع العمل وفي أي مكان حيث “تشير يونسكو إلي أن مستمعي الراديو يفوقون مشاهدي التلفزيون ومستخدمي الهواتف الذكية “..!
=ولاتستطيع ان تتحدث عن سحر وتأثير الإذاعة،وتتجاوز إذاعة القضارف “صوت العطاء والحصاد”، وهي تشحذ الهمم للإنتاج والعمل بلغة المجتمع وايقاعاته وفنونه، لاتستطيع ان تتجاوز نجوم ورموز وضعت لبنات التأسيس منتصف التسعينات،القامة الاذعية الطيب قسم السيد /متعه الله بالصحةوالعافية وهو يعود الي داره القضارف بعد ان اجبرته الحرب علي الخروج من الحلفايا ثم ودالحداد/ وشباب القضارف المبدعين محي الدين محمد محي الدين،عبدالماجد محمد السيد،أحمد محمد آدم عاطف بشير محمد حسن كبوشيةمجيب الرحمن إدريس، محمد جاد الرب،وجنود آخرين عبر الأثير يقدمون رسالة إعلامية تفاعلية للجمهور من الخياري وحتي الفشقة ومن سهول البطانة الي تخوم ستيت وحمداييت ..!
= زرت بالامس استديوهات ومكاتب الإذاعةوهي ترتدي ثوب قشيب، بدعوة بشوشة من المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالباري كافي وبرفقة مدير مكتب إذاعة بلادي بالقضارف الأستاذ أحمد محمد آدم،وأثناء تجوالنا كانت هنالك أعمال صيانة وترميم وتجهيزات لاستديو النقل المباشر والتسجيل والمكاتب الإدارية،وبينما اجتماعات ومبادرات تنعقد وتنفض لتطوير الإذاعة وتوليد الأفكارحول مشروعات استثمارية ترتكزعلي توظيف المساحات الكبيرة للمقربتشييد أبراج وصالات،الضيوف يحتشدون في يوم الزراعة المفتوح لتوضيح الحقائق حول الموسم الزراعي الماثل من حيث المساحات المزروعة والتمويل والمعوقات وتوفر إمداد الوقود وافاق الحلول ..!
=وان كانت أولويات حكومة الجنرال مظلي محمد احمد حسن “ودالشواك” مصوبة تجاه المجهود الحربي لمعركة الكرامة كاحدي أهم محطات الإسناد المتقدم لخطوط النار فضلا عن تأمين بوابة شرق البلاد والتقدم نحو محاور سنجة والجزيرة وقد صمدت بنجاح ونسأل الله الثبات والنصر،فإن الإعلام نصف تلك المعركة يدحض الشائعات والادعاءات ويقوي صوت الحق، وليس أدل علي ذلك من رسالة ايمن الظواهري الي مصعب الزرقاوي ٢٠٠٤حيث اوصاه ان يهتم بالجوانب الإعلامية في متحركاته القتالية قائلا:”وتذكر دائما يااخي ان نصف معركتنا في الإعلام “..والحال كذلك في روسيا عندما دعا في الشهر الأول للحرب فلاديمير بوتين المدونيين والمؤثرين في الإعلام ومنحهم الأوسمة وعين بعضهم في مناصب عامة ووفر لهم الإمكانيات وقال لهم المقولة الشهيرة(إن القتال في مجال المعلومات هو قتال في ساحة المعركة،وانا أعتمد حقا علي مساعدتكم )..إذن المنظومة القوية يقودها اعلام قوي رسمي وخاص،
خارطة طريق تطوير ذلك الإرث هو تحالف الأفكار الجديدة مع الدعم الرسمي والشعبي، لتقتحم إذاعة القضارف الفضاء الاسفيري وتحجز مقعد آخر في قطار الإتصال الفعال،فموجات ال( fm)وحدها لاتكفي في عصر الاذاعات المرئية..!
التعليقات مغلقة.