د.محمد حسن إمام يكتب : تحولات في المشهد السوداني
تحولات في المشهد السوداني
د. محمد حسن إمام – اكاديمي في العلاقات الدولية
منذ زيارة نائب وزير الخارجية الروسي لبورسودان ابريل الماضي .
ومادار حول ابعاد التعاون في انشاء مركز الدعم اللوجستي للبحرية الروسية في بحر القلزم مسرح التنافس الاقليمي بالمنطقة جيبولتيكيا واقتصاديا ثمة تحولات متسارعة في العلاقات مع بورسودان وعواصم اخرى .
تاتي وفق اولويات ونسق ومصالح تلك الدول والنظرة المستقبلية للازمة التي طال امدها وتؤثر على الامن القليمي القت بظلال سالبة وبعد مرور 15 شهرا على اندلاع الحرب في السودان في ابريل من العام الماضي.
وما آلت اليه من مباحثات رفيعة المستوى بما ذكرا آنفا إتجهت العديد من الدول الاقليمية نهجا إستراتيجيا في التعامل مع الازمة .
وفق مقتضيات مرحلية عبر حوار مباشر ونشطت التحركات الدبلوماسية والسياسية بزيارة مسؤلين رفيعي المستوى .
زيارة نائب وزير الخارجية السعودي في 8 يوليو الجاري حملت في طياتها رسالة سامية بدعم جهود المملكة في احلال السلام عبر منبر جدة الذي يحظى بقبول واسع النطاق .
ويرى مراقبون وخبراء ان الزيارة احدثت إختراق نوعي في مستوى العلاقات البينوية اذا لم يكن البحر الاحمر غائبا في تلك المداولات .
زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي لها اهمية كبرى في تشابك المصالح الديمغرافية والاقتصادية والسياسية والتنافس مابين القاهرة واديس في محاور اهمها سد النهضة .
وحرص الجانب الاثيوبي على تامين الحدود ويخشى من تمدد النزاع على الشريط الحدودي باقليم النيل الازرق يؤثر على توزان القوى وامتداد الوضع الانساني الكارثي.
وتعاني اديس من وضع اقتصادي معقد للغاية في ظل فشل الاتفاق الموقع مع ارض الصومال للإستفاده منه في حركة الوارد والرغبة الواضحة لاستخدام ميناء بورسودان.
تقول مصادر ان الزيارة ذات تحولات وابعاد لها مابعدها وبمنطق العلاقات الدولية win win الكل رابح وكسبان
تشير التوقعات وفق لخبراء ومحللين زيارات اخرى مرتقبة من دول مجاورة مثل جنوب السودان الذي يعاني من تردي اقتصادي بسبب توقف ضخ النفط عبر المؤاني السودانية.
وتضع ازمة النغط جوبا في حافة الإفلاس ويخسر جنوب السودان شهريا حوالي 100 مليون دولار اذا ينتج 103 الف برميل يوميا .
ويرى الباحث الاقتصادي في جوبا وليام اوكيلو ان حكومة سلفاكير لم تحسن التعامل الاستراتيجي في قضية النفط
تشهد بورسودان في الفترة المقبلة حركة دبلوماسية نشطة مكثفة من مبعوثين على الصعيد الاقليمي والدولي لبحث مسارات الازمة وافاق الحلول ودعم الجهود لاحلال السلام من فاعلين ذو ثقل .
وتشير التوقعات الي زيارات مفاجئة تحدث تحولا في المشهد في اطار علاقات بينوية ذات طابع مختلف شكلا ومضمونا .
مؤتمر قضايا السودان الانتقالية الذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة على مدار ثلاث ايام بشهر يوليو الجاري بمركز دراسات النزاع والعمل الانساني بمعهد الدوحة للدراسات العليا.
شارك فيه نخبة وكوكبة من المفكرين والاكاديمين شخص حالة الازمة وتراجيديا الصراع برؤى علمية وفق الهندسة الفوقية والعودة لحد الاساس وعدم جدوى الحرب الصفرية .
واوصى بإشراك المجمتع المحلي في البنى التنظيمية وان عمليات تلك التحول تحتاج لفاعلون جدد وفق محددات وسياسات اكثر شمولا .
التعليقات مغلقة.