د.ناجي مصطفى يكتب.. رسالة إلى المعتقلين السياسيين
متابعات/الرائد نت
الدكتور/ محمد علي الجزولي.
الأخ /أنس عمر،
الإخوة/ السياسيين المعتقلين لدى مليشيا آل دقلو.
السلام عليكم ورحمة الله وأمانه وسكينته وتأييده، وبعد،،
أكتب لكم بمناسبة مرور سنة على إعتقالكم الظالم الإرهابي، وفي ذهني سؤال يسأله كل مهموم بهذا الاعتقال، والسؤال هو: هل كانت مجاهرتكم بمعارضة الغزو المليشي الأجنبي واستعداؤكم له وعدم اختفائكم منه ضرورياً؟ هل كان عملاً صائباَ وحكيماً؟ أم كان بالإمكان تجنب ما حدث والمضي بسلام وحذر في درب المقاومة الشعبية؟
وأجدني دون تردد أجيب عن هذا السؤال بصفاءٍ ذهني تامّ بأن خطأكم لم يكن أنكم كنتم سباقين لمقاومة الغزو المليشي الدولي، والدعوة الجهرية لتسليح المواطنين وضرورة حمل السلاح، لم يكن الخطأ هو تقدمكم للصفوف لقيادة حراك شعبي مسلح في مواجهة المليشيا وحليفها الإقليمي والدولي، فالنضال لايكون خطأً ابداَ، ومواجهة العدو بشجاعة لايمكن أن يكون عملاً خاطئاَ باي حال لاسيما والعدو يخوض حرباَ شاملة ضد كل شيء.
إن خطأنا الحقيقي المشترك كان في اختيار أشخاص غير مناسبين والوثوق بهم لقيادة الدولة والمرحلة والمؤسسات، كشفوا أظهرنا وتركونا في منتصف المعركة بلا ظهير.
يلومكم الناس بالاستعجال في خطوات المواجهة والذي أراه انكم كنتم في الموقع الصحيح إنما نحن من تأخر عنكم، لقد سبقتم في فهم طبيعة المعركة وهشاشة الحليف واتخذتم مواقعكم المناسبة والوعي الجمعي لنا لم يتشكل بعد بالصورة المطلوبة الصحيحة.
عليه فإنه لا يجب أن يصيبنا الندم على إعتقالكم، إنما الندم كل الندم هو على الخيانة والخبث الممنهج والحرب التي تطاول مداها وامتدت يدها طويلاَ تعبث بكل مدخراتنا الحضارية.
والدليل الباهر على أنكم سلكتم الطريق الصحيح هو أن الشعب كله يسلكه الآن. يسلكه بكل تفاصيله، يصطف في جبهة مقاومة العدو جهاراَ بلا ريب ولا خوف. إنه المسلك الطبيعي لرفض العدوان ولانتهاك الوطن والحرمات.
إذا بلغكم مكتوبي هذا فإن المطلوب منكم في هذا البلاء العظيم هو الثبات، فإن ثباتكم هو زادنا في جبهة القتال، ما كان السجن إلا لكسر جمرة الثبات عند أصحاب الرأي والعزيمة، ولايكون مهزوماَ من تحلى بهذا الثبات العظيم.
لقد اخترتم الحرية، وأبيتم الركوع، ودفعتم ثمن هذه الحرية، وإن أمر المؤمن كله خير.
نحن على عهد النضال نمضي، نسلك طريق المقاومة المسلحة الذي سجلتم فيه الخطوات المبكرة، وإن القضايا الكبرى لا تقبل أنصاف الحلول، إما أن نكون أو ألا نكون.
التعليقات مغلقة.