القرارات المتأخرة، إقالة محافظ بنك السودان نموذجاً.. د. ناجي مصطفى يكتب..
متابعات/الرائد نت
أخطأ وزير المالية ومحافظ بنك السودان عندما غفلا عن خطة تأمين إسعافية لحماية احتياطي الذهب والعملات والنقود فور اندلاع الحرب، حتى سُرقت وضاع معظم الاحتياط الاقتصادي.
أخطأ المحافظ عندما أعرض عن النصح المتكرر بضرورة تغيير فئتي الـ ٥٠٠، والـ ١٠٠٠ جنيه لقطع الطريق أمام لصوص الحرب والمحافظة على قيمة العملات المنهوبة حتى تسربت كلها خارج المناطق المحروسة.
أخطأ المحافظ عندما أعرض عن النصح المتكرر بضرورة الرقابة الصارمة على الحوالات الداخلية والخارجية وحوالات تغيير العملة، حتى تسربت العملات خارج الحدود.
أخطأ المحافظ وهو يعرض عن نصحنا المتكرر بضرورة فرض نظام (الآيبان) في التطبيقات البنكية والتحويلات وسمح للبنوك الأجنبية بالتمدد والاستيلاء على معظم العملاء والكتلة النقدية.
أخطأ المحافظ وهو يرى مكتوف اليدين معظم الكتلة النقدية في الدولة بيد مصارف أجنبية لاتقوم بأي عمليات تمويل مشروعات وطنية تذكر، حتى خرجت الكتلة النقدية الوطنية عن الفاعلية وتحولت لأداة خبيثة للتصخم. أخطأ المحافظ عندما أعرض عن دعم شركات حصائل الصادر الوطنية لصالح شركات النافذين، وفرض عليها القيود حتى خرجت عن الخدمة.
أخطأ المحافظ عندما أعرض عن تنفيذ القانون الرادع للتهرب من حصائل الصادر حتى انكسر الميزان التجاري وهبطت قيمة العملة.
أخطأ المحافظ والوزير عندما أعرضا عن وضع السياسات الكفيلة بوقف التضخم، وتعمدا زيادة روافده بالرفع المتكرر لتعريفة الجمارك على السلع الرئيسية المؤثرة في اسعار النقل والخدمات.
أخطأ الوزير والمحافظ عندما سمحا بتعلية سقف الاستيراد دون مراعاة حالة العملة، فاصبحت الدولة في الحرب تستورد بالعملة الصعبة المنعدمة مساحيق التجميل والمياه الغازية والحليب والجبنة!!
أخطأ منذُ زمن وزير المالية بتنفيذ تعويم قاسي ومفاجئ وغير متدرج للعملة الوطنية، وما يحدث الآن هو بعض آثار ذلك التعويم.
أخطأ المحافظ عندما نفذ سياسات نقدية ومالية مائعة فيما يخص طباعة وضخ النقود ما تسبب في حالة الاختناق القيمي المشهودة.
لم يعد الآن أمام المحافظ اي خطأ جديد يمكن اقترافه فقد أكمل فعل كل ما من شأنه القعود بالاقتصاد وقيمة العملة.
لست مسروراَ بقرار إقالته الآن، فهو قرار جاء متأخرا جداً وبعد فوات الأوان.
التعليقات مغلقة.