السودان : الشيخ د.عبدالحي يوسف ينعي الشيخ العلامة عبدالمجيد الزاندي

بورتسودان 23 أبريل 2024

السودان: كتب فضيلة الشيخ العلامة د.عبدالحي يوسف عضو مجمع الفقه الإسلامي السوداني ونائب رئيس هيئة علماء السودان على منصته بفيسبوك:

الشيخ العلامة عبد المجيد الزنداني رحمه الله تعالى رأيته في منى في أول حجة لي وأنا – حينذاك – طالب في الجامعة الإسلامية.

ألقى علينا الشيخ محاضرة فريدة تناولت ضروباً من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

زرت الشيخ بعدها بنحو من خمس وعشرين سنة – في مكتبه بجامعة الإيمان بصنعاء.

فرأيت رجلاً فارع الطول قوي البنية حاضر الذهن سريع البديهة دائم التبسُّم.

يلقى زواره بحفاوة ويكرم وفادتهم ويقبل عليهم مقتدياً برسول الله، يحادثنا ويداعبنا ويفيض علينا مما رزقه الله من علم

وحينما كنت رئيساً لقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم اتصلت به أستأذنه في طباعة كتابه (بينات الرسول صلى الله عليه وسلم)

ليستفيد منه طلاب الجامعة، فلم يتردد رحمه الله تعالى في القبول دون قيد أو شرط.

ورحب الشيخ بذلك منشرح الصدر قرير العين، يرجو ما عند الله من أجر وثواب.

وحين ألقيت عصا الترحال في استنبول تتابعت لقاءاتي بالشيخ المبارك بعدما وهن عظمه وكبرت سنه

لكن الابتسامة ما فارقت محياه والبشر لم يبرح وجهه الوضاء.

وكنت حين ألقى الشيخ الزاندي أشعر أني مع الأب الشفوق الحاني

لما يشيِّعك به من كلمات التشجيع وما يشعرك به من اهتمام وإقبال.

وكان الشيخ الزاندي رحمه الله تعالى فتى الفتيان حين يُدعى إلى أمر فيه نصر للإسلام.

تاريخ مشرف:1

حين أسِّست الهيئة العالمية لأنصار النبي ودعي الشيخ إلى المشاركة في مسيرة رداً على الرسوم المسيئة للرسول

وكان أقصى أمل شيخنا محمد الصغير أن يظهر الشيخ في مقدمة المسيرة – لما له من رمزية وتاريخ –

لكنه رحمه الله أبى إلا أن يكون متحدثاً رغم ما اعترى صحته من ضعف وعلل.

ومن آخر اللقاءات التي جمعتنا مسيرة لنصرة غزة في الحرب الأخيرة التي

ما تزال تدور رحاها، ورأيته – رحمة الله عليه –يهتز باكياً

حين يسمع آيات من صدر سورة الإسراء تتلى في تلك المسيرة.

فهو الأواه الحليم الخاشع، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداوما زال أهل الفضل يعرفون للشيخ قدره ومكانته؛

حتى إن الرئيس رجب أردوغان – حين لقيناه كانت له حفاوة خاصة بالشيخ الزنداني.

وما ذاك إلا اعتراف بالفضل لأهله فهو العالم العامل، والناصح الأمين، والمجاهد المتفرد،

والساعي بالإصلاح في الأرض، والداعي إلى الله على بصيرة.

خلافة الشيخ:

وقد خلَّف الشيخ ذرية صالحة من أهل العلم والفضل، يكونون – بإذن الله تعالى – امتداداً لدعوته

واستمراراً لمسيرته، وصدقة جارية يثقل الله بها ميزانه.

فيا أهل الزنداني : إن في الله تعالى خلفاً من كل هالك وعوضاً من كل تالف، وإنما المصاب من حرم الثواب.

نعلم يقيناً أن علماً غزيراً قد ذهب وقدوة حسنة قد أَفَلَت، لكنها سنة الله في الأولين والآخرين؛ فاستعينوا بالله واصبروا.

وليكن عزاؤكم في كثرة الداعين لشيخنا والمترحمين عليه والذاكرين إياه بالخير من صفوة المسلمين،

وصدق نبينا عليه الصلاة والسلام حين قال (أنتم شهداء الله في الأرض).

فأحسن الله عزاءكم، وعظم أجركم، وغفر لشيخنا، وأجزل له المثوبة، والحمد لله على ما قضى وقدر.

د.عبدالحي يوسف : نائب رئيس هيئة علماء السودان وعضو مجمع الفقه الإسلامي بـ السودان

  1. ↩︎

التعليقات مغلقة.