مؤتمر باريس والحرية المتوحشة… ناصر محمود يكتب..

متابعات/الرائد نت

لم تتخلي حكومة باريس عن سلوكها المتوحش الذي مارسته على الشعوب الأفريقية ايام حقبة احتلالها الدموي حتى في هذا القرن الذي يرفعون فيه شعارات حقوق الإنسان والاحتكام الي مواثيق الأمم المتحدة الداعية لاحترام الانسانية دون الأعتبار للدين والعرق واللون والمكان لكن يبدوا ان (باريس) ما زالت تعيش بعقلية القرن السابع عشر حين دخلت مصر فقتلت جيوش نابليون (٣) الف في الازهر الشريف لم تترك حتى الطلاب الصغار وأصحاب العاهات من طلاب الازهر ان فرنسا التي ملأت الدنيا ضجيجاً بحقوق الإنسان هي من قتلت في الجزائر وحدها أكثر من (مليون) من شعب الحزائر وهي من فرضت الفرانكفونية بقوة السلاح والبطش وبطشت بشعوب غرب أفريقيا وابقتهم تحت الوصاية الي وقتنا الحاضر تسرق مواردهم وتستعبد شعوبهم في أسوأ احتلال حديث ومقنن ومشرعن بشرعة الغاب التي تتخذها فرنسا َوحلفائها الأوربيون نهجاً لهم في القرصنة والسرقة العابرة للقارات.. ان من جرائم (باريس) التي لا تنسي ولا تغتفر عندنا نحن شعب السودان دعمها للتمرد والغزو الذي تقوده قبائل غرب أفريقيا من أعراب الشتات وتقف حكومات الجوار الغربي من مستعمراتها في تشاد وأفريقيا الوسطى والنيجر ومالي موقف المشارك بالمال والرجال وتساندهم (باريس) دون أي اعتبار لمواثيق الأمم المتحدة الداعية لاحترام سيادة الدول ان فرنسا تنتهج في سياستها نحو بلادنا نهجاً عدائياً وتدعم ذلك بالمواقف السياسية المؤيدة للتمرد وللغزو الأجنبي لبلادنا وكما تسهل لهم عملياً كل عمليات الإمداد بالمال والسلاح لصنع حالة من الفوضى تفضي لوصاية دولية على إقليم دارفور ابتداءاً ثم بقية السودان وصولاً لأعادة ترسيم السودان وإعادة احتلال بلادنا عبر بوابة دارفور الغنية بالموارد التي لم تستخرج بعد لا سيما( اليورانيوم) احد اهم مصادر الطاقة لأوروبا وباريس خاصة..ان مؤتمر باريس المنعقد المزمع عقده الاثنين هو اعلان تحالف باريس مع الدعم المتمرد وشقه السياسي (تقدم) بقيادة (حمدوك) وثمة أمر جدير بالذكر هو توافق القوى الغربية ممثلة في فرنسا والمانيا والاتحاد الاوربي على إعادة السيطرة على السودان وإعادة ترسيم وتقسيم البلاد عبر حلفائهم ( الدعم المتمرد بشقيه السياسي الحرية والتغيير او تقدم والشق العسكري بقيادة ال دقلو)… ومما يدلل على ما ذكرت هو الصمت الذي مارسته (باريس) راعية حقوق الإنسان ازاء ما يرتكبه حليفها (الدعم المتمرد) من أعمال قتل ونهب اغتصاب وتهجير قسري للاثنيات الأفريقية في تخوم الغرب لقد شاهدت (باريس) الابادة العرقية التي ارتكبها حليفها ( الدعم المتمرد) تجاه اثنية(المساليت) الأفريقية المسلمة ولم تتحرك فرنسا وهي تمتلك القواعد في تشاد وأفريقيا الوسطى لحماية (المساليت) من القتل ولم تقدم حتى اقل دعم إنساني لهم ولم تتوقف مذابح الجنجويد حلفاء فرنسا عند المساليت وحدهم بل طالت كل القبائل الأفريقية الأخرى في الإقليم وكل ذلك لم يحرك المشاركين في مؤتمر باريس ابتداءاً من الدول الراعية او احزاب (تقدم) بأن يقفوا موقف تمليه عليهم ما تواثقوا عليه من مواثيق حقوق الإنسان والتأكيد على ابسطها حق الحياة دون خوف من عمليات التطهير العرقي (الجينوسايد)..
أن مؤتمر باريس الذي تجاهلت فيه حكومة فرنسا دعوة الحكومة السودانية باعتبارها الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً يعد اعلان عداء رسمي لبلادنا ويشير الي ان باريس لا تعترف بالحكومة التي رئيسها السيد الفريق أول (عبدالفتاح البرهان) وانها تعترف بحلفائها في الحرية والتغيير (تقزم) وجناحهم العسكري (التمرد).. ان (باريس) قد أظهرت العداء للشعب والبلاد فلذلك وجب على شعبنا ان يعي حجم المؤامرة الدولية على بلادنا وان يقف في وجه هذه المؤامرة بوحدة الصف الوطني والتمسك بالقوات المسلحة باعتبارها حامية اللُحمة الوطنية وصمام الأمان الذي يمنع البلاد من التشظي والانقسام… فالتأكيد على نصرة القوات المسلحة والوقوف معها وإسنادها بكافة اشكال الأسناد هو الذي يفشل خطط الاعداء وخاصة الطامعين في تقسيم بلادنا وإعادة احتلالها عبر حلفائهم وعملائهم (الدعم وتقزم)..
وعليه نطالب حكومتنا اتخاذ موقف من (باريس) يرد لنا اعتبارنا حكومة وشعباً وذلك ليس بأقل من تقليص الثمثيل الدبلوماسي او طرد وإغلاق سفاراتهم فقد انكشف عدائهم لشعبنا و لجيشنا ولحكومتنا…
وعلى شعبنا منذ الان تصعيد حملته على فرنسا والمانيا والاتحاد الأوروبي وكشف خططهم الاحتلاليه فمؤتمر باريس هذا قد كشف الادعاء والزيف واسقط اقنعة الخداع التي تمارسها فرنسا وحلفائها ولنا مع(باريس) بعد ذلك موقف.

التعليقات مغلقة.