لم تكن تسابيح “كدمول” مجرد مذيعة.. عزمي عبد الرازق يكتب..

متابعات/الرائد نت

لم تكن تسابيح خاطر مجرد مذيعة قدمت نشرة الأخبار (الفضيحة) تلك، فهى جزء من آلة إعلامية تمارس الكذب والتضليل، وينقصها، أي تسابيح، فقط (الكدمول) لستر رأسها الخاوي والجسد المعروض للفُرجة، وكان بإمكانها فحص المعلومات والصور، واستفسار محرر النشرة قبل البث المباشر، للتأكد من أنها فبركة خبيثة، لو كانت تنشد الحقيقة بالفعل، فهى مثلاً بدأت هذا التقرير بالإشارة إلى صحيفة الصيحة، وهى صحيفة جنجويدية يمتلكها حاليًا آل دقلو، وتخدم أجندة المليشيا مباشرة، ثم نسبت معلومة وجود داعش وتحويلات مالية أيضًا إلى ما أسمته بمواقع عالمية، تجنبت ذكر اسمها، وهذا يعني احتماليين، أما أنها مواقع جنجويدية أيضاً، أو غير موجودة بالأساس، ثم دلف التقرير إلى خلط متعمد بالإشارة إلى الدكتور محمد علي الجزولي، وهو بالمناسبة أسير لدى الدعم السريع منذ الأيام الأولى للحرب، ومعروف للناس مراجعاته ومواقفه الأخيرة ضد داعش، ثم اجتهد التقرير لكسر عنق الحقيقة بعرض ما قام به بعض الجنود بالتمثيل بجثث الهلكى من المرتزقة، وهو سلوك غاضب وغير مبرر رفضته قيادة الجيش وأصدر فيه الناطق الرسمي بياناً ساعتها، وهو كذلك أمر عارض لا علاقة له البتة بداعش، والمصيبة الأكبر التي وقعت فيها سكاي نيوز، البوق المساند للجنجويد، عرض مقطع فيديو زعمت فيه القناة دخول داعش إلى السودان، ليتكشف بعد ذلك أن الفيديو من الصومال ويعود للعام ٢٠١٦، وبالتالي فإن الخبر وما تقوم به القناة جملة هو جزء من البروباغندا الإماراتية القائمة على التشويه والإساءة للجيش وللشعب السوداني، ويدخل في باب التحريض والحرب النفسية، ولا ينبغي أن يمر مرور الكرام، ويستوجب الرد الرسمي وفتح بلاغات في القناة وفي تسابيح التي يبدو انه لا تتردد في بيع نفسها لأول مشتر آت، وقد صدق وأبلغ الإعلامي يسري فودة في مقدمته الشهيرة “حينما يتحول الأبيض إلى رمادي، ويتحول الرمادي إلى أسود، ويتحول الأسود إلى عدوان، فتش عن الإعلام، وحينما يتحول الحق إلى شك، ويتحول الشك إلى زور، ويتحول الزور إلى بهتان فتش عن الإعلام”!
عزمي عبد الرازق

التعليقات مغلقة.