يس عمر يكتب: بالمقاس كباشي.

قرأت عدداً من المقالات لبعض الزملاء الصحفيين حول ما أشيع من تسريب للقاء سري عُقد بين مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي وقائد ثاني مليشيا الدعم السريع بالمنابة، وما لفت انتباهي أن هنالك بعض الناس ذهبوا بدوافع مناطقية أو قبلية للتقرب من شمس الدين الكباشي وكسب وده أو استمالته بدوافع القبيلة.

شمس الدين الكباشي ضابط عظيم في الجيش السوداني وله مكانة في نفوس عامة الشعب ويتميز بالانضباط والجدية وقوة الكلمة وفصاحة اللسان منذ بروزه إبان تكوين المجلس العسكري الانتقالي بعد سقوط الرئيس الأسبق عمر البشير وهو قائد متمرس على العمل العام وتنقل منذ صغره في وحدات الجيش المختلفة ورضع من ثدي القوات المسلحة حب الوطن والانتماء إليه ونبذ العنصرية، وفي تقديري أعتقد أنه لن يجعل مكانة لأمثال هؤلاء المرتزقة وطبالة كل نظام مكانة في مكتبه.

أعتقد أن تباين الآراء حول ما راج من لقاء سري عقد بين مساعد القائد العام للجيش شمس الدين الكباشي و قائد ثاني مليشيا الدعم السريع المتمرد عبدالرحيم حمدان دقلو بدولة البحرين إن صح اللقاء فهو أمر طبيعي فتوجيه النقد للقائد شمس الدين الكباشي لا يمثل بأي حال من الأحوال بعمومه نقداً لقبيلة بعينها بقدر ما أنه رجل يمثل الدولة وراع أمام رعيته ومثله في ذلك مثل بقية أعضاء مجلس السيادة وقادة الفرق والوحدات العسكرية المختلفة في الدولة.

قطعاً أن السواد الأعظم من السودانيين إكتوى بنيران الحرب التي اشعلت شرارتها المليشيا وأعوانها من القوى السياسية وليست تصريحات قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي عندما قالت: البديل للاتفاق الإطاري هو الحرب عنا ببعيد، هذا الشعب فقد ممتلكاته وانتهكت المليشيا أعراضه وشردوا من ديارهم بغير وجه حق وما تركت لهم قوات آل دقلو معناً كريماً إلا وانتهكته، هؤلاء بلا شك يدعون ويدعمون استمرار الحرب ومحاربة هؤلاء المرتزقة الأجانب حتى إنهاء حالة التمرد والقضاء عليه وإعادة الأمور إلى نصابها، ولن يقبلوا بأي شكل من الأشكال توقيع تسوية سياسية تعيد المليشيا إلى سدة الحكم على جمام الناس إلا وهم كارهون، وفي تقديري أن اتهام هذه الأصوات ومصادرة حقها في التعبير بل وشيطنتها تارة بأنها تصدر من الغرف المغلقة وأخرى بأنها اغتيال لشخصية القائد شمس الدين الكباشي تمهيداً لتغييبه من المشهد السياسي المستقبلي تبرير فطير وغير مقبول وتنمي عن جهل مركب وركاكة في الكلمة.

هذه الأصوات التي تثير خطاب الكراهية من قادة الرأي وتسعى لتقسيم المجتمع لم نسمع لها ضجيجاً عندما أعلنت الايغاد عن لقاء مرتقب بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة وبين قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو رغم أن مجرد الإعلان فقط أثار موجة عارمة من ردود الأفعال السلبية على الأغلب، لماذا لم ترى تلك الأصوات أن سهام النقد للبرهان وجهت بدوافع مناطقية؟ أو قبلية؟ لماذا لم ترى أن هنالك مؤامرة لتغييب البرهان من المشهد السياسي؟.

في القديم عبد الناس النجم ثم عبدوا القمر ثم عبدوا الشمس ومع غياب أي معبود بحثوا عن إله غيره ولعل هؤلاء مثلهم عندما سقط بعد آلهتم بحثوا عن موطئ قدم مع مسئول غيره، وأدعو جهات الاختصاص لمحاربة مثيري خطاب الكراهية لتحقيق وطن سالم معافى ينعم بالاستقرار.

التعليقات مغلقة.