بشارة جمعة أرور يكتب: الرئيس سيغادر كوبر

متابعات/ الرائد نت

مؤشرات الإفطارات ومضمون الرسائل

” إن عدم التوقيع في حد ذاته توقيع في الاتجاه الصحيح، ” إنها ثورة انتصارات أخلاقية تهدف إلى تصحيح المفاهيم والموروثات والتقاليد التي تكبل التحول الاجتماعي والسياسي، لا ثورة ثأر وانتقام أو تشفي “

تلاحظ هذه الأيام أن موائد رمضان تحولت إلى منابر سياسية تُنصب فيها المنصات وتُحشد لها كل أنواع الوسائط ووسائل الإعلام كافة…،وبالطبع إن وراء الأكمة ما وراءها من دلالات لمؤشرات إقامة الإفطارات بأسلوب معين مع تطوير مضمون الرسائل والأفكار والمعلومات التي تحملها بلا غموض أو التباس في الحراك السياسي المغلف هذه الأيام وما يجري فيه كجريان السيل في الجدول على سنة المدافعة بين كل جديد قادم وقديم قائم، نعم إن لكل نظام جديد أنصار لهم تطلعات يسعون لتحقيقها كما أن لكل نظام قديم أنصار لهم مصالح يتشبثون بها وكثير ما تتعارض تطلعات أولئك مع مصالح هؤلاء والعبقرية عند هذه التحولات التاريخية لا تعني إلغاء هذه التناقضات بتلك أو إنكارها وإنما إدارتها بأعلى درجات الوعي والسلاسة المنطقية لجني أكبر قدر من المكاسب بالتوافق وتقليل التوترات والاحتكاكات إلى أدنى حد ممكن لأن صيرورة الحياة تعني تعاقب الأجيال ويتضح ذلك من خلال التطورات والتحولات التي نعيشها دون توقف، ومعلوم بالضرورة أن لا عودة إلى الوراء مهما كانت العوائق والصعوبات التي تعتري مسيرة التقدم والتحديات التي تواجه العملية السياسية من ضعف للإرادة والعزيمة وعدم القدرة على التفكير الإبداعي واختراع الحلول الممكنة التي ينبغي أن تتضافر فيها كل الجهود في سبيل الاستجابة لتحديات المرحلة بدءاً بالمؤسسات الرسمية والسياسية والشعبية وغيرها لكي يتم تحقيق أعلى درجات الاستقرار السياسي والأمني خلال ما تبقى من سنوات الفترة الانتقالية.
إن تعاقب الأجيال يحتم على كل جيل أن يعمل بجد ويمهد للجيل الذي يأتي من بعده حياة أفضل رغم عملية المغالبة ما بين الجديد والقديم وهذه هي سنة الله في الأرض…، والحمد لله هذه الأيام الدعاية الهاتفية والمتاجرة السياسية التي كانت تمارسا تراجعت بنسبة كبيرة، وتبقت على استحياء عند بعض من هم أقل الناس أهلية من الناحية الأخلاقية ويكفي كونهم إلى عهد قريب كانوا ضد كل هذه التدابير والترتيبات الجوهرية التي طرحتها القوى الوطنية والقيادات الحادبة على مصلحة البلاد، بينما كانوا يرفضون ذلك قبل أن تحملهم عليها الضغوطات حملاً رغم كل عنترياتهم الجوفاء، وهذا ما تخزنه ذاكرة الرأي العام جيداً.
ونحو ختام هذا المقال نكشف للقارئ أن ما هو مستور في عالم السياسة أكثر مما هو ظاهر عياناً، فإن خبايا وخفايا دهاليز السياسة أعظم وأعجب،منها ما نمى إلى علمنا منذ أمدٍ بعيد أن اتصالات وتفاهمات كثيرة جرت بين رُؤساء دول مؤثرة إقليمياً ودولياً وجهات ومنظمات عديدة، توصلت إلى إطلاق سراح السجناء بسجن كوبر بالعفو العام، وكان مقرر أن يتم ذلك فور تشكيل الحكومة…،ومرة أخرى تواترت وتوالت معلومات حديثة عن تفاهمات جديدة عالية المستوى حسب بعض التطورات بخصوص هذا الموضوع في هذه الأيام وفق أخبار ومعلومات أكثر دقة وتفاصيل، إن رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير سيغادر سجن كوبر عما قريب…،فإذا تعذرت ولم تتمكن…، حسب التوقعات والتقديرات ربما تطور الأمور والأحداث وتكون للجماهير كلمة…!

أنا سوداني أنا أنا سوداني أنا وكل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن.
والسودان بلاد العفو والمغفرة، وشيم أهله الصفح الجميل والتسامح الذي لا انتقام فيه ولا معاتبة قاسية، وتلك الصفات توارثوها كابراً عن كابر على مر العصور.

(حرية سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب)

التعليقات مغلقة.