بشارة جمعة أرور يكتب: الأخطاء القاتلة في اللحظات الفاصلة
متابعات/ الرائد نت
فشلنا وعمت الفوضى، ولكن…!
هل القطار قام، والعايز يركب يركب والما عايز…؟!
إذاً حتماً ستجوط حتى تموص طالما المطابخ المغلقة في الغرف المظلمة بدأت تعوس وتسوط،قبل أن تأتيكم عائرة أفهموها طائرة.
” إن حالة الإنقسام الكبير اليوم في المجتمع السوداني والساحة السياسية إزاء إستدعاء التسلط والهيمنة والتمكين من المنظومة الحاكمة لجهات سياسية بعينها ضد أخرى،لا تبشر بنجاح الفترة الانتقالية وتغليب مصلحة الوطن والمواطن”
وقلناها لكم من قبل إنه على وشك،ولكن الآن إن ما هو على وشك قد إندمج مع الشفق والوشق لن يصمد إلى غسق الليل.
وإذا تنفس صبح ذاك اليوم سيسكت الغضب عن الجميع والكل سيأخذ ما يليه من الألواح وفي نسختها الاتفاق النهائي الذي سيعكس التوافق الوطني وإلا فإن الذي كنا نتوقعه سيفرض الأمر الواقع وربما هو الأرجح في ظل إستمرار الكيد والتماطل والمماحكات السياسية.
ومن الأخطاء القاتلة في اللحظات الفاصلة أن يتوهم أي مغرور يدفعه الشهوة بأنه قادر على خداع خصومه كل مرة مهما تكرر الأمر وذلك بإيجاد عذر آخر للمماطلة وتأجيل المهمات الصعبة بالتسويف إلى ما لانهاية، مثال لذلك مشروع التوصل لإتفاق سياسي بالتوافق،الذي طال وإستطال أكثر من الوقت المتوقع والشعب لا يمكن أن يتحمل أكثر من هذا فما تبقى له من صبر وقدرة على التحمل والصمود جرفتها تطورات الأوضاع الاقتصادية والإنفلات الأمني فالأحداث المثيرة والتحولات الكبيرة التي تجري من حولنا تتطلب منا تغيير أسلوب التعامل مع الأوضاع والأمور بمراجعة القناعات الفكرية التي عفى عليه الزمن لأن اللحظة الفاصلة والمناسبة للتوقف عن هذا الأسلوب قد آن أوانها، وإتخاذ القرار بشكل حاسم في المواقف الصعبة والأوقات الحرجة تحتاج إلى تدابير صعبة وقيادات صلبة لإيقاف الفوضى والعبث…، فالأمر المحزن المخيف،بل العيب أن تمول تنظيمات وقوى سياسية من السفارات وأن تصبح لكل سفارة مريدين وأتباع من غوغاء ودهماء الأحزاب التي تهينهم تلكم الجهات المتآمرة على البلاد فيهللون لشوكتها وتغصب الدولة وشرف السيادة وكرامتها فيفتخرون بسياستها وعندما تزيد في إهانتهم يثنون على رفعتها، والعجب لما تُغري بعضهم على بعض يتزلفون إليها أكثر فأكثر، ويا لها من غباء حين تسوقهم إلى خطر الدمار والموت الزُّؤام يفضلونها على الاستقلال وعزة النفس، وحذراً للتوبيخ يطيعون كل أجنبيّ أو غريب.
ويا ويل الأخ الحبيب إبن البلد والصديق الناصح إن أشار إلى مكر وكيد الدخيل الذي يتلذذون بالتحابب والتوادد إليهم…، طبعاً تلك الجهات صارت بمثابة الآمر والناهي وتتصرف في البلاد كالوصي الذي يتصرف في أموال الأيتام كما يهوى ما داموا ضعافاً قاصرين،فكما أنه ليس من صالح هذا الوصي الخائن أن يبلغ أيتام الأحزاب رشدهم كذلك ليس من غرضه أن تتنور بحقائق ومتغيرات الواقع في ظل التحولات الجذرية في نظام العالم الجديد طالما يمارس هواية الإعتساف والاستبداد ما دامت تلك الأحزاب والتنظيمات الحمقاء تتخبط من مسها في ظلامة جهل وتيه عماءها وهؤلاء لو كانوا طير لكانوا خفافيش…، أتدرون ماذا يمثلون لذاك الدعِي الخائن، إنهم في نظره يبدون كدواجن الحواضر في غشاء الليل ويرى نفسه إبن آوى يتلقفهم واحدة تلو الأخرى.
أولئك القوم،الذي يجمع بينهم هو عدم وعيهم بالمخاطر ومآلات الإنزلاق…، ومحال أن يجتمع الأجاني معهم على ما يصلح البلاد أكثر من أهل البلد.
ومهما إدعوا تقدم العملية السياسية فإن نسبة المناورة والتكتيك فيما بينهم أكثر مما يتصوره الناس والخديعة والمراوقة سمة غالبة على كل المكونات التي تنشط في هذه العملية السياسية المضللة للرأي العام…، إن هؤلاء يعتقدون بجهلهم أنهم يخادعون الناس ببعض تصرفاتهم في إظهار بعض الشعارات وإضمارهم الأيديولوجيات والأجندة المدسوسة، ومن فرط تطلعاتهم وطمعهم في الهيمنة لا يحسون الفساد السياسي الذي أحدثوه لأن قلوبهم غلف…،ويمكرون على بعضهم؛ قطعاً إن عاقبة خداعهم ستعود عليهم عما قريب.
نعم فشلنا وعمت الفوضى، ولكن…!
إن الفشل لا يعني النهاية بل هو عثرة في الطريق وهو أفضل معلم يلقنك الدروس الإستراتيجية في الحياة، وأحسن دليل يقودك إلى النجاح فإذا لم يوجد الفشل أو الخطأ من الأساس لفقد الناس التجربة وعدمت الخبرة، وبالرغم من أن الفوضى قد عم البلاد بدءاً من عقد الورش داخل القصر وصولاً إلى تفضيل الأجانب على أبناء وبنات الوطن في مناقشة هموم وقضايا الوطن، يمكن أن نوقف هذه الفوضى إذا كنا وطنيين.
لذلك وجب على كل الحادبين على مصلحة السودان العمل لمنع وايقاف هذا العبث بسمعة البلاد.
وصدقوني إلم تفعلوا سيطل عليكم من سيشهيكم غرق فرعون.
ستذكرون ذلك يوماً ما يا أيها الناس في ملماتكم الكبرى وستشهدون بأننا كنا الغر الميامين المحبين لهذا الوطن.
( حرية-سلام وعدالة والوحدة خيار الشعب )
التعليقات مغلقة.