الصديق النعيم يكتب: المُتغطي بالسُلطة عريان !

متابعات/ الرائد نت

ما زالت إبتسامة الأستاذ الشهيد أحمد الخير الطاهرة في ذهني يوم أن تقابلنا في كسلا الوريفة لحضور زواج صديقنا العزيز عبد الله عبد المنعم محمد أحمد سعدوك بتأريخ 19/5/2016 في ذاك الصباح الجميل تصوّرنا مع العريس بهاتفي وكان معنا الشهيد ، وكعادتي أحتفظ بذكرياتي منذ زمن طويل ؛ وعندما تم قتله هاتفني الحبيب عبد الله عبد المنعم إن كنت محتفظ بتلك الصور معي علمت حينها أنه ذلك البشوش ، فطوال اليومين التي قضيناها في كسلا كان باسماً طيباً .
حادثة الشهيد أحمد الخير هي إحدى الأسباب التي عجّلت بذهاب الإنقاذ حينها إزداد الغضب الشعبي بسبب الطريقة السيئة التي قُتل بها حيث عُذّب وضُرب إلى أن فارق الروح ، ولعلّي أستعيد هذا الموقف وأذكر السقطة الأخلاقية لمدير شرطة ولاية كسلا حينها وهو يُدلّس الحقائق ويكذب كذباً مريباً بقوله أنَّ الأستاذ مات بسبب الفطور ( فته وفول عملت تسمم ) مع الغضب الذي لازم مقتله توسعت رقعة الإحتجاجات وليس هناك مفر أمام الحكومة وقتها غير الإعتراف الرسمي بالقتل ، فأقرّت النيابة العامة بذلك والبشير نفسه على عملية القتل .
في تلك الفترة تم قتل العديد من الشباب والصِغار وكانت إرادة الله حاضرة بأن يتركوا خلفهم أدلة دامغة تثبت جريمتهم النكراء التي حرّمها الدين الحنيف ، فوجّهت المحكمة على الكثيرين تهمة القتل العمد ولا ننسى في ذلك قَتلة التلاميذ بالأبيض على يد قوات الدعم السريع التي سلّمتهم للنيابة ، وأيضاً توجيه تهمة القتل العمد للذي صورته الكاميرات ( أب جيقه ) والآن تجري محاكمات قتلة الشهيد محجوب التاج وقبل أيام قلائل أحالت نيابة دعاوى الشهداء والإنتهاكات بلاغ الشهيد الفاتح النمير وبلاغ الدكتور بابكر عبد الحميد للقضاء بعد توجيه الإتهام للمتورطين .
تمر الأيام وتثبت ( المُتغطي بالسُلطه عريان ) فها هي النيابة العامة توجّه تهمة القتل العمد في مواجهة الملازم أول شرطة في بلاغ مقتل الشهيد إبراهيم مجذوب ، و أعلن إعلام النيابة إخطار المتهم بقرار توجيه الاتهام حيث شملت التحريات كل القادة في رئاسة شرطة محلية شرق النيل فضلاً عن القادة الميدانيين للإستيثاق ما اذا كان هناك تعليمات أو أوامر قد صدرت بإستخدام السلاح الناري وقد تبيّنت النيابة بعد التحقيقات والتحريات اللازمة عدم صدور أوامر أو تعليمات أو التسليح بالسلاح الناري أو حمل سلاح ناري ولا أوامر أو تعليمات صدرت بإطلاق النار على المتظاهرين في يوم الحادث أو موقعه وهو أكده المتهم نفسه عند مباشرة التحقيقات معه .
الكثير من القضايا هي الآن في النيابات المتخصصة وأُخرى تنتظر التنفيذ ، وكل الذي حدث من قبل والذي يحدث ويستمر هو بسبب السُلطة ( التي لا تدوم لأحد ) ومع ذلك ينخدع أغلب الناس ؛ فألشهيد الأستاذ أحمد الخير لم يفعل شئ تم إعتقاله من الطريق ، وكل الذين قُتلوا لم يحملوا سلاحاً ومع ذلك كان مصيرهم القتل .
قد يظن الذي يحمل السلاح سينجو من العقاب عن طريق السُلطه التي يعمل بها وآخرين يعتمدون على الحصانة التي تمنحها لهم القوات ، كل ذلك لم ينجيهم . ومع تطور التكنولوجيا أصبح التوثيق حاضراً في المشهد قضايا كثيرة جداً تم تصويرها عبر كاميرات الهواتف المحمولة وبعضها بكاميرات المراقبة ، فأصبحت أدلة قاطعة وبها تم إصدار أحكام قضائية . بإستثناء مجزرة فض الإعتصام وهذا السؤال أوجّهه إلى الأستاذ نبيل أديب : ( ما الذي يمنع الإكتفاء بهذه الصور والفيديوهات الواضحة وضوح الشمس المُبيّنة القوات والأفراد والزي والسيارات وأرقامها ، لماذا تُصر لجنتكم ” المنسية ” على فحص الفيديوهات ؟ مع العلم أنَّ المحاكم التي أدانت المذكورين أعلاه إعتمدت على الفيديوهات المتداوله )
حكمت الإنقاذ ثلاثون عاماً وذهبت وسيذهب البرهان وحميدتي مثلما ذهبوا مَن هم قبلهم وهذه سُنة الله في الأرض ( دوام الحال من المُحال ) تتغيّر الحكومات والأنظمة ويُحاكم مَن ظلم وإرتكب الجُرم ، وعلى هذا المنوال تسير الحياة .
صوت أخير :
إلى قتلة الأستاذ أحمد الخير ماذا إستفدتم بعد مقتله ؟ السُلطة التي تدافعون عنها قد زالت ، ها أنتم وحدكم تواجهون مصيركم المحتوم ؛ هل نفعتكم الحصانة بعد أن قتلتوه .؟
مَن يصدر لكم التعليمات عند الشِدة سينكر ذلك لا مُحال ، وسيقولون في الإعلام لم نوجّه بأستخدام السلاح الناري وإن القوة إنحرفت من مسارها وهكذا ينسونكم وتواجهون وحدكم ما فعلتوه .

التعليقات مغلقة.