بشارة جمعة أرور يكتب: آلام الشعب وطموحات الساسة

متابعات/ الرائد نت

بادئ ذي بدء لابد من المؤازرة والمساندة المستمرة في سبيل إيجاد حل وسط لتحقيق المصالح الوطنية العليا وذلك بالتعاون والاعتماد المتبادل من كل الجهات المسؤولة لمواجهة المشكلات ولأزمات.
والحمد لله قد بدت تدب روح المسؤولية شيء ما عند قادة العمل السياسي النظرة الفاحصة تجاه التحديات والتعامل مع المعطيات والمتغيرات في الساحة السياسية، فمن يشغل نفسه بالشأن العام يجب أن يتمتع بقدر عالي من اليقظة والوعي ويقف على منصة سمات الانفتاح وقبول الآخر التي تؤهله لأن يكون قدوة حسنة في المجتمع بإظهار مشاعر الألفة مع قضايا المجتمع ويتحسس آلام الشعب التي تتفاقم كل ما زاد تباطؤ حركة التغيير والتحول الديمقراطي وزاد وتيرة مناطحة طموحات الساسة الطائشة.
لذلك يجب على أي السياسي أن يدرك بأن دوره في المجتمع هو إقتحام الصعاب وتذليل العقبات بفتح مغاليق الأمور وارتياد آفاق المستقبل بأداء الدور الريادي الأمثل في قيادة المجتمع بطرح أفكار ورؤى وبرامج تُنزل تحت شعارات وكلمات محفزة للمواطن لكي يشارك ويساهم في بناء الوطن بالتعاون والتجانس الذان يعتبران من أكبر ضمانات الاستقرار السياسي والانسجام حول جوهر المبائ والأهداف الكلية التي تقلل من الخلافات الإنصرافية في إطار تنافس التيارات السياسية، وبذلك يمكن تحويل ديناميكيات الخلاف السياسي إلى مفاهيم وقوة للمسارات السياسية وديالكتيك المناظرة بين الأطراف بالوسائل والآليات الضرورية في تطبيق مناهج العمل الجاد لبناء الدولة وترسيخ مفهوم الديمقراطية.

قد تدور في أذهان الناس بعض الأسئلة هنا وهناك عن تصرفات القادة السياسيون الذين أصبحوا يقصرون أهتمامهم على شؤونهم وشؤون خاصتهم في أضيق نطاق،فظهرت مدى تواضع قدراتهم كما تكشفت عوراتهم التنظيمية وضعف مهاراتهم في تحمل المسؤوليات الوطنية بسبب ما أشرنا إليها أنفاً، وبالطبع هذا النوع من الساسة هم السبب الحقيقي في التخلف المعيب والتردي العجيب،والسلوكيات القبيحة كظاهرة للأنتهازية وإستغلال الفرص ومراكز النفوذ والعلاقات لتصبح ساحة للتكسب ومرتعاً لكل عميل فاسد من شأنه أن يؤذي الشعب في كل هو عزيز ومقدس…،ومع كل ذلك يمكن تجاوز الأزمة بتخطي المنحدرات الفكرية إذا تم توحيد الجهود.

وبالتالي يمكن إيجاد الحل لأن الكل سيساهم في تحقيق التوافق بالرغم من النقائص والعيوب التي تعاني منها العقلية السياسية السودانية في طرح المبادرات وقبول المقترحات من الآخرين. إذاً الحل يكمن في معرفة شخصيات وخلفيات الآخرين، وكيف يفكرون وكيف يعملون حتى نستطيع أن نفهم بعضناالبعض ونتعامل من أجل هذا الوطن الذي يسعنا جميعاً بلا شك.
فليعلم الجميع بأن الحل الوسط هو المطلوب في ظل هذه الأوضاع المعقدة والظروف الحرجة،ولا يمكن أن يتم ذلك إلا بجمع الأطراف كافة في مائدة مستديرة وإجراء حوار جاد ومفتوح لتناول الأفكار والآراء ومن ثم يجمع كل المنتوج الفكري من مبادرات و وثائق بالتفاهم الموضوعي والتعاون المشترك، وبهكذا عمل يسهل صياغة المشاريع والبرامج والترتيبات الدستورية اللازمة لإدارة الفترة الانتقالية بنجاح وصولاً إلى انتخابات نزيهة مستندة إلى القيم والمبادئ الديمقراطية وفق نظام انتخابي وقانون متفق عليه.

قال تعالى:(وتعاونُوا على البِر والتَّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتَّقوا اللَّه إِن اللَّه شديد العقاب) صدق والله العظيم

التعليقات مغلقة.